المحلية

محمد المدني

محمد المدني

ليبانون ديبايت
الأحد 07 كانون الأول 2025 - 07:09 ليبانون ديبايت
محمد المدني

محمد المدني

ليبانون ديبايت

"تصفيقة زغرتا" أعادت إحياء سعد الحريري

"تصفيقة زغرتا" أعادت إحياء سعد الحريري

"ليبانون ديبايت" - محمد المدني

أثناء إحياء ذكرى الرئيس الشهيد رينيه معوّض يوم أمس، سجّل حدث لافت أدهش الأوساط السياسية وجميع الحاضرين، وهو تصفيق عنيف انفجر لحظة ذِكر ممثّل الرئيس سعد الحريري، في مشهد بدا كأنّه صفعة مباشرة لكل من اعتقد أنّ الشارع السنّي بات قابلاً لإعادة التشكيل وفق مزاج العهد القائم.


التصفيق عند ذكر الرئيس الحريري لم يكن تفصيلاً عادياً ولا مجرد تحية مجاملة، بل مؤشّر واضح إلى أنّ البدائل التي طُرحت خلال المرحلة الماضية لم تُقنع الجمهور السني، وأنّ محاولات صناعة زعامات جديدة على عجل، اصطدمت بحقيقة المزاج الشعبي الذي لم يتبدّل رغم الظروف.


وجوه سياسية حاضرة لم تُخفِ ارتباكها، بعدما اعتقدت أنّ زمن الحريري انتهى وأنّ الشارع طوى صفحته نهائياً. لكن المشهد أظهر عكس ذلك كلياً، فالجمهور السني لا يتبنّى زعامات مصطنعة ولا يقبل نفوذاً مفروضاً بفعل الفراغ.


إن الرسالة التي خرجت من زغرتا كانت واضحة وصريحة، الرئيس الحريري، رغم غيابه، ما زال أكبر من كل محاولات استبداله. و"تصفيقة زغرتا" أعادت خلط الأوراق داخل البيت السنّي، ووجّهت إنذاراً سياسياً لمن يراهن على عامل الزمن. فالشارع ما زال يميّز بين من حمل مشروع الدولة ومن حاول وراثته بلا رصيد أو شرعية شعبية.


وهكذا، أثبتت زغرتا أنّ الشارع لا يُدار بالوهم ولا يُختصر ببدائل ظرفية. فالتصفيقة التي دوّت في القاعة لم تكن مجرد ردّة فعل، بل نبضة أصيلة من نبض الشارع السنّي، تذكّر الجميع بأنّ الزعامة لا تُصنع، بل تُمنح. ومن يظن أنّ الغياب يُلغي الحضور، اكتشف أمس أنّ بعض الأسماء تبقى أطول من الغياب، وأعمق من الحسابات، وأنّ سعد الحريري ما زال حاضراً حيث لا يتوقّع خصومه، وفي اللحظة التي لا تناسبهم.


وإذا كان مشهد زغرتا قد كشف حجم الحضور الشعبي لسعد الحريري، فإنّ الواقع السياسي يقدّم دليلاً إضافياً على ذلك، وهو أن غالبية النواب السنّة اليوم غيرُ واثقين بقدرتهم على تجديد ولايتهم في أي انتخابات مقبلة. معظمهم يفتقد قاعدة شعبية حقيقية، ويعاني من هشاشة في المزاج الانتخابي داخل بيئته، لا يُعوَّض لا بغطاء دولتي ولا بدعم إقليمي ولا حتى بحضور عربي - خليجي.


هذا الفراغ ينسف كل ادّعاءات "مرحلة ما بعد الحريري"، ويؤكد أنّ الرجل ما زال الرقم الصعب في المعادلة السنّية، وأنّ أي محاولة لإعادة تشكيل الزعامة من دونه تبقى مجرّد هندسة نظرية لا جذور لها ولا جمهور.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة