ذكرت صحيفة "معاريف" أنّ الولايات المتحدة تضغط بقوة للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة التسوية في غزة، رغم عدم استعادة جثمان آخر أسير إسرائيلي في القطاع، ران غويلي، ما يضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام معادلة سياسية معقدة.
وبحسب الصحيفة، فإنّ عائلة غويلي شددت في بيان أصدرته مساء أمس السبت على أنّ "المرحلة الأولى من صفقة الرهائن لن تكون مكتملة طالما لم يعد راني إلى المنزل… ولا يمكن الانتقال إلى المرحلة الثانية قبل عودته".
إلا أنّ مسؤولين إسرائيليين يشيرون إلى أنّ المعطيات الإقليمية والدولية تسير في اتجاه مغاير. فالإدارة الأميركية تسعى، وفق التقرير، إلى ضمان ألا يبقى وقف إطلاق النار في غزة حالة مؤقتة وهشّة، بل أن يتم تثبيته ضمن إطار سياسي واضح. وتقوم المرحلة الثانية في الرؤية الأميركية على إنشاء "مجلس السلام" كهيئة دولية لإدارة القطاع، إلى جانب لجنة فلسطينية مدنية تتولى الشؤون اليومية، أي حكومة تكنوقراط، مع نشر قوة استقرار دولية تعمل بالتوازي مع شرطة محلية غير حزبية.
وتعتبر واشنطن أنّ الهدف المركزي من هذه الخطوة هو وضع أساس مستقر لإعادة إعمار غزة ومنع عودة حماس إلى الحكم، عبر خطة لا تتطلّب بقاءً عسكريًا إسرائيليًا طويل الأمد داخل القطاع. وتدرك الإدارة أنّ هذا الطرح حساس سياسيًا في إسرائيل، لكنها ترى أنّ غياب التقدّم السريع سيجعل وقف إطلاق النار محدودًا ويهدده بالتآكل أمام التطورات الميدانية.
وتشير "معاريف" إلى أنّ الجدول الزمني الأميركي محسوب بدقة، إذ يجري العمل للإعلان عن الإطار السياسي الجديد للقطاع قبل نهاية الشهر، بالتزامن مع الاجتماع المرتقب بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، بهدف تمكين الجانبين من تقديم إنجاز سياسي وتخفيف احتمالات الاحتكاك. ومن منظور واشنطن، يكفي في هذه المرحلة أن تمنح إسرائيل موافقة مبدئية على الانتقال إلى المرحلة الثانية، حتى لو كان التنفيذ تدريجيًا.
لكن في إسرائيل، لا يبدو أنّ وتيرة هذه الخطط قابلة للاستيعاب بسهولة. فالخلاف داخل الائتلاف الحكومي ما زال محتدمًا حول مستقبل غزة بعد الحرب، والجناح اليميني المتشدد يعارض نقل الصلاحيات إلى «مجلس السلام»، كما يرفض قيام آلية فلسطينية لتسيير شؤون القطاع.
وبحسب الصحيفة، تجد إسرائيل نفسها أمام مفترق طرق يجذبها فيه اتجاهان متناقضان: ضغط دولي لتكريس واقع جديد في غزة والانطلاق نحو خطوة إقليمية واسعة، في مقابل التزام بإعادة آخر رهينة قبل أي تحرّك سياسي. وفي خضم هذه الموازنة الحساسة بين استقرار حكومته وعلاقته بترامب، ترى «معاريف» أنّ نتنياهو يقف «بين المطرقة والسندان» خلال الأسابيع المقبلة.