يحيي السوريون غدًا الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، الذي انهار بعد الثورة الشعبية التي انطلقت عام 2011، وانتهت بسيطرة قوى المعارضة على العاصمة دمشق. وبذلك طُويت صفحة حكم عائلة الأسد الذي استمر منذ عام 1971 بقيادة حافظ الأسد ثم ابنه بشار.
وغادر الأسد البلاد إلى روسيا، حيث حصل على اللجوء برفقة عائلته، فيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية في حينه استقالته ومغادرته سوريا. وشكّل سقوط النظام ضربة مباشرة للمحور الإيراني، بعدما كانت سوريا تشكّل مسارًا رئيسيًا لدعم حزب الله في لبنان.
وفي ظل الدعوات للاحتفال بهذه المناسبة، خرج رجل الدين العلوي غزال غزال بموقف رافض لهذه التحضيرات، داعيًا أبناء طائفته إلى مقاطعة الاحتفالات ومعلنًا إضرابًا عامًا لخمسة أيام من 8 إلى 12 كانون الأوّل، اعتراضًا على ما وصفه بـ"ظلم جديد" يستهدف الأقلية العلوية.
وفي شمال وشرق سوريا، منعت الإدارة الذاتية الكردية إقامة أي فعاليات مرتبطة بذكرى سقوط الأسد، عازية قرارها إلى "مخاوف أمنية" متعلقة بنشاط جماعات مسلّحة في المنطقة.
وتؤكد الحكومة السورية الحالية اتباعها نهجًا متوازنًا في علاقاتها الدولية، يحافظ على مسافة واحدة مع الصين وروسيا والولايات المتحدة، خلافًا لمسار التحالفات الذي اتّبعه النظام السابق.
وفي كلمة للرئيس السوري أحمد الشرع خلال مشاركته في منتدى الدوحة، قال إنّ إسرائيل نفّذت على الأراضي السورية منذ 8 كانون الأوّل الماضي أكثر من ألف غارة جوية و400 توغل بري. وأضاف أنّ إسرائيل تعمل على "تصدير أزماتها" إلى دول المنطقة، واصفًا إيّاها بأنها "باتت تقاتل الأشباح".
وجدد الشرع التزام دمشق باتفاق فصل القوات لعام 1974، معتبرًا أنّ مخاوف إسرائيل "غير مبرّرة"، لأن سوريا — كما قال — هي من تتعرض للهجمات وليس العكس. كما حذّر من أنّ السعي لفرض منطقة عازلة في جنوب سوريا قد يجرّ البلاد إلى "مكان خطر".