بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التخطيط لخطوات داخلية تهدف إلى إحكام سيطرته على حزب الليكود، من خلال استهداف المؤسستين الرقابية والقضائية داخل الحزب، وذلك في محاولة لإسكات الأصوات المناوئة له وتعزيز نفوذه التنظيمي.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ نتنياهو يرى في نتائج انتخابات مؤتمر الحزب التي جرت مؤخرًا فرصة للتحرّك نحو المرحلة التالية من المواجهة الداخلية، خصوصًا بعد الخلافات التي ظهرت بينه وبين مراقب الليكود شاي غليلي ورئيس محكمة الحزب ميخائيل كلاينر.
ووفق الصحيفة، قرّر الحزب وقف التعاون مع غليلي بعد نشره تقارير رقابية داخلية واعتبرها المقرّبون من نتنياهو تجاوزًا لصلاحياته. كما يتّجه نتنياهو، بحسب الأوساط نفسها، إلى السيطرة على منصب مراقب الحزب واستبدال كلاينر أيضًا، بعدما تمسّك الأخير باستقلاليته في أكثر من ملف قانوني داخلي، من بينها قضية وزير الدفاع السابق يوآف غالانت الذي حاولت القيادة إبعاده من الليكود دون نجاح حتى الآن.
وتؤكد مصادر في الحزب أنّ نتنياهو يضغط لتغيير جميع المواقع التي تُظهر استقلالية في القرار، مشيرة إلى أنّ مراقب الحزب ورئيس محكمته أصدروا خلال الأشهر الماضية قرارات وتوصيات تضاربت مع رغبات القيادة وأحرجتها سياسيًا وإعلاميًا، ما دفع نتنياهو إلى اتخاذ قرار المواجهة المفتوحة ضدّهما.
وبحسب دستور الليكود، من المنتظر أن تُجرى انتخابات داخلية جديدة خلال فترة تقارب تسعين يومًا من انعقاد المؤتمر العام، لاختيار عدد من المناصب الأساسية، الأمر الذي قد يشكّل مدخلًا مناسبًا لنتنياهو لإعادة تشكيل البنية الداخلية للحزب وفق رؤيته، واستبعاد الشخصيات التي لا تتماهى مع خياراته.
وتأتي هذه التطوّرات في ظلّ تصاعد التوتر السياسي داخل الليكود وخارجه، على خلفية الخلافات حول التشريعات الحساسة بما فيها قانون إعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية. كما يشهد الحزب انتقادات متزايدة لأداء نتنياهو في إدارة الحكومة والأزمات الأمنية، ما يدفعه، بحسب مراقبين، إلى محاولة تثبيت نفوذه ومنع أي احتمال لتحدٍّ داخلي قد يؤثر على موقعه السياسي في المرحلة المقبلة.
الـــمــــزيــــــــــد
