المحلية

ليبانون ديبايت
الأربعاء 10 كانون الأول 2025 - 14:50 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

مؤتمر "القوات اللبنانية": منصة شكلية… والقرارات تبقى حصراً بيد جعجع

مؤتمر "القوات اللبنانية": منصة شكلية… والقرارات تبقى حصراً بيد جعجع

"ليبانون ديبايت"


باستثناء الخطاب المطوّل لرئيس الحزب سمير جعجع ـ الذي تفوّق بطوله على معظم الخطابات السياسية في الآونة الأخيرة ـ واستعارة الديكور والتقنيات المستخدمة في القاعة من تجربة حزب الكتائب، الذي سبق أن دمج الاجتماعات الافتراضية بالواقعية عبر منصّة “زوم”، جاء المؤتمر العام لحزب “القوات اللبنانية” باهتاً إلى حدّ كبير. هذا الانطباع لم يكن مفاجئاً، خصوصاً أنّ الدعوات وُجّهت إلى معظم مسؤولي المناطق يوم الثلاثاء، أي قبل أيام قليلة فقط من موعد المؤتمر، رغم أنّه يُفترض أن يكون محطة مفصلية تشكّل المرجعية العليا وصانع القرار الأساسي داخل الحزب، والمسؤول عن رسم الخيارات السياسية للمرحلة المقبلة.



وبحسب الهيكلية التنظيمية، يُفترض أن يكون المؤتمر العام السلطة العليا في الحزب، حيث تُناقش الوثائق السياسية والتنظيمية وتُقرّ، بما يرسم مسار “القوات” ورؤيتها المستقبلية. كما يضم ممثلين عن مختلف الفروع في لبنان والانتشار، ما يجعله نظرياً مساحة للتعبير عن القاعدة الحزبية والمشاركة في القرار.


لكنّ المعطيات تشير إلى أنّ المؤتمر لم يحمل طابعاً تقريرياً فعلياً، بل اقتصر على الشكل، فيما تبقى القرارات الجوهرية محصورة بيد جعجع الذي يتخذ خياراته بعيداً عن آليات التشاور. وتؤكد مصادر متابعة أنّ التحضيرات لم تتضمّن أي مقترحات إصلاحية أو نقاشات جدّية حول تطوير الأداء التنظيمي. كما ساد تضارب في الآراء بين المشاركين: بعضهم أكد أنّه لم يتسلّم أي أوراق لتعديل النظام الداخلي، فيما قيل لآخرين إنّ التعديلات ستُرسل لاحقاً. غير أنّ مصادر عدة شددت على أنّ أي نقاش فعلي لم يحصل. وترددت شائعات عن تعديلات قد تمنح الرئيس والهيئة التنفيذية صلاحيات أوسع وتمدد ولايتهما سنتين إضافيتين، لكن غياب النصوص الرسمية أبقى الأمر في إطار التكهنات.



شهادات عدد من رؤساء المراكز كشفت عن حالة تخبّط تنظيمي، إذ طُرحت تساؤلات حول تنسيب أفراد “لا علاقة لهم بالقوات” في بعض البلدات لضمان انتخاب رئيس المركز. كما انحصرت معظم المداخلات بشكاوى عن سوء أوضاع المناطق وطلب خدمات ومساعدات، بعيداً عن أي نقاش سياسي أو تنظيمي.


التحضيرات بدت سطحية، إذ عبّر مشاركون عن استغرابهم من غياب رؤية واضحة أو جدول أعمال محدّد، حتى إنّ بعضهم تساءل عن سبب الدعوة وما المطلوب منهم تحديداً. وبهذا، تحوّل المؤتمر إلى مساحة فارغة من المضمون، ما يعكس غياب هدف فعلي من انعقاده. الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كان المؤتمر مجرد واجهة شكلية أو محاولة لتمرير تعديلات على النظام الداخلي بعيداً عن النقاش والتصويت.


ويُطرح سؤال حول ما إذا كان انعقاد المؤتمر بهذه العجلة جاء للتغطية على الخطأ الذي ارتكبته النائبة ستريدا جعجع، حين أثارت مسألة عدم دعوة زوجها إلى القصر الجمهوري خلال زيارة البابا، وهو ما انعكس سلباً في الشارع المسيحي الذي كان مأخوذاً بالزيارة ومعلّقاً عليها آمالاً بالسلام والخير للبنان.


تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة