وفي هذا الإطار، يقدّم الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم عوض قراءة هادئة لكن واضحة للحادثة، في حديث خاص إلى "ليبانون ديبايت"، ويقول عوض: "برأيي، لا ينبغي أن نُضفي على المشهد حجمًا أكبر مما يحتمل أو نعطيه صورة تتجاوز ما جرى فعليًا، وما حصل هو تعبير من بعض السوريين الموجودين في لبنان عن مشاعر الفرح تجاه ما يعتبرونه نظامًا سليمًا في بلادهم. هذا كل ما في الأمر".
لكنّه يطرح سؤالًا جوهريًا: "طالما أن هذه الفرحة تعمّ قلوب النازحين السوريين بهذا الشكل العلني، فالسؤال البديهي هو لماذا لا يعودون إلى وطنهم؟ هذه النقطة الأولى التي يجب التوقف عندها".
ويتابع عوض مشيرًا إلى الشق المتعلق بالدولة اللبنانية، كان من الأفضل لو كانت الدولة على علم مسبق بمثل هذه التحركات، لا سيما أنّها حملت طابعًا سياسيًا واضحًا، ويُرجّح أن جزءًا كبيرًا منها جاء نتيجة الكلمة التي وجّهها الرئيس أحمد الشرع، والتي خصّ فيها طرابلس، وكانت مسجّلة وموجّهة إلى الحشود بشكل مباشر".
ويرى أن "ما حدث يجب أن يشكّل جرس إنذار للأجهزة الرسمية، على الدولة اللبنانية أن تنتبه جيّدًا إلى هذا النوع من الأنشطة، وأن تدرسها بعناية، لأن تجاهلها قد يجعل الأحداث تخرج عن السيطرة في المستقبل، المطلوب وضع آليات واضحة لمنع تكرار مثل هذه التجمّعات السياسية غير المضبوطة، خصوصًا في ظلّ هشاشة الوضع الأمني والاجتماعي".