بعد فراغ دبلوماسي استمر 4 سنوات، أعلنت الرئاسة السورية، اليوم الأربعاء، أنّ الرئيس أحمد الشرع تقبّل في قصر الشعب بدمشق أوراق اعتماد السفير هنري قسطون سفيراً للجمهورية اللبنانية لدى الجمهورية العربية السورية، وذلك بحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني.
ويمثّل تسلّم قسطون لمهامه خطوة مفصلية في مسار العلاقات اللبنانية – السورية، إذ يأتي بعد 17 عاماً على إطلاق التمثيل الدبلوماسي الكامل بين البلدين في عام 2008، عندما عُيّن ميشال الخوري أول سفير لبناني في دمشق منذ الاستقلال، في تطور وُصف حينها بالتاريخي لجهة إنهاء عقود من التمثيل غير المتوازن.
تولّى الخوري منصبه حتى نهاية 2013، قبل أن يدخل الموقع في شغور أول استمر حتى 2017، حين عُيّن سعد زخيا سفيراً ثانياً للبنان حتى نهاية 2021. ومع انتهاء ولايته، عادت العلاقات إلى فراغ دبلوماسي ثانٍ استمر حتى تكليف هنري قسطون في 2025، بما يعيد انتظام التمثيل اللبناني داخل دمشق في مرحلة سياسية إقليمية دقيقة.
وبالتوازي مع هذا التطور الدبلوماسي، زار وفد قضائي لبناني رفيع العاصمة السورية لبحث مشروع اتفاقية لتسليم الموقوفين والمحكومين إلى دولهم، وذلك بما لا يتعارض مع القوانين اللبنانية. وتشير مصادر قضائية إلى أنّ هذا المسار يأتي في إطار تنظيم العلاقات القانونية بين البلدين، وفتح باب التعاون الأمني – القضائي وفق قواعد جديدة تتناسب مع المتغيرات التي شهدتها سوريا ولبنان خلال السنوات الأخيرة.
وتقرأ مصادر سياسية الخطوتين — تعيين السفير والتحرك القضائي — في سياق إعادة تنظيم العلاقات الرسمية بين البلدين، في ظل قيادة سورية جديدة وبراغماتية لبنانية تبحث عن قنوات تعاون محددة الملفات، من دون فتح ملفات إشكالية أو العودة إلى أنماط العلاقة السابقة.