استقبل وزير الإعلام بول مرقص، عائلة المصوّر الصحافي سمير كسّاب في مكتبه، مجدّدًا التأكيد على "حق سمير في العودة سالمًا إلى أهله"، وعلى "التزام الدولة اللبنانية الكامل متابعة هذا الملف الإنساني والوطني حتى جلاء الحقيقة".
وبعد اللقاء، أعلن مرقص "وقوفنا إلى جانب عائلة المخفي قسرًا سمير كسّاب"، مؤكدًا أنّ الوزارة "تعتبر قضية سمير أولوية مطلقة". وكشف أنّه بدأ منذ تشرين الثاني الماضي سلسلة اتصالات رسمية مع نائب رئيس الحكومة طارق متري، المكلّف بملف العلاقات اللبنانية–السورية، خصوصًا بما يتعلّق بالمفقودين والموقوفين، مشيرًا إلى أنّه وجّه إليه كتابًا رسميًا في 17 تشرين الثاني 2025 لمتابعة القضية ضمن القنوات الدبلوماسية.
وأضاف أنّ متري ضمّ الملف إلى المباحثات القائمة مع الجانب السوري، لافتًا إلى أنّه رفع القضية كذلك إلى مجلس الوزراء في 20 تشرين الثاني، "لتصبح مسؤولية رسمية تتولاها الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها".
وأعلن مرقص أنه تواصل مع وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، والتقاه في 26 تشرين الثاني في القاهرة، وقدّم له "معلومات دقيقة جُمعت خلال الفترة الماضية"، كاشفًا أنّ الوزير السوري أحال الملف إلى الأجهزة المختصة "وفق النظام الجديد"، في إشارة إلى التعاون الأمني – القضائي المستجد بين بيروت ودمشق بعد تغيّر الواقع السياسي في سوريا.
وأشار وزير الإعلام إلى الاتفاق على سلسلة إجراءات، أبرزها:
التوجّه إلى وزارة العدل اللبنانية لطلب متابعة رسمية واستكمال المعاملات القضائية الخاصة بملف كسّاب.
مخاطبة الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرًا المنشأة بموجب القانون 105/2018.
إعداد ملفٍ شامل يتضمّن كل المستندات والمعلومات التي جُمعت خلال السنوات الماضية من عائلة كساب ومؤسسات إعلامية وحقوقية كانت قد تابعت القضية.
وأكد مرقص أنّ "حقوق الإنسان ليست شعارات، بل التزام ومسؤولية"، معتبرًا أن تزامن اللقاء مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان "ليس صدفة، بل رسالة بأن ملف المفقودين هو جرح وطني لا يمكن تجاهله".
وتوجّه مرقص بالشكر إلى وسائل الإعلام، معتبرًا أنّ "نقل تفاصيل ما نقوم به هو واجب إنساني قبل أن يكون مهنيًا"، داعيًا "كل من يملك معلومة مهما كانت صغيرة" إلى التقدّم بها، لأنّها قد تكون مفتاحًا لكشف مصير سمير وأمثاله.
كما ثمّن "تعاون السلطات السورية في هذا الإطار"، مشددًا على أنّ وزارة الإعلام "لا تطلق وعودًا غير قابلة للتحقيق، بل تبذل أقصى الجهود المتاحة وفق المسارات القانونية والدبلوماسية".
وكانت قضية كسّاب قد عادت إلى الواجهة بشكل لافت بعد أن رفع وزير الإعلام كتابًا رسميًا إلى نائب رئيس الحكومة في 17 تشرين الأول 2025، طالبًا متابعة الملف مع الجانب السوري عبر اللجنة اللبنانية–السورية المختصّة بالمفقودين. وفي جلسة مجلس الوزراء بتاريخ 20 تشرين الثاني، تبنّت الحكومة الطلب واعتبرته من أولوياتها.
وفي 26 تشرين الثاني 2025، عقد مرقص اجتماعًا موسّعًا مع وزير الإعلام السوري في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، حيث شدّد على إدراج قضية كسّاب في مقدمة الملفات المشتركة.
يُذكر أنّ المصور في "سكاي نيوز عربية" سمير كسّاب كان قد فُقد في سوريا مع الزميل إسحاق مختار والمرافق عدنان عجاج في تشرين الأول 2013 خلال مهمة صحافية قرب حلب. ومنذ ذلك الحين، ظل الملف معلّقًا وسط غياب أي معلومة رسمية موثوقة عن مصيرهم.
الـــمــــزيــــــــــد
