قال رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب كميل شمعون، في حديث إلى صحيفة "الأنباء"، إنّ "مبادرة رئيس الجمهورية جوزاف عون بالتفاوض مع إسرائيل، تشكّل خطوة متقدمة في الاتجاه الصحيح والضروري والإلزامي لقيام الدولة". وأضاف، "بعد خمسين سنة من حروب الآخرين على أرضنا، آن الأوان للبنان أن يضرب بسيف الحق والسيادة والشرعية، للخروج من النفق الأسود الذي زُجّ فيه منذ العام 1975 حتى اليوم".
وتابع شمعون، "للبنان مصلحة وطنية عليا في التفاوض مع إسرائيل، باعتباره السبيل الوحيد لتفادي جولات جديدة من العنف، ولتحرير الأرض واستعادة الأسرى وترسيخ الاستقرار كمرحلة أولى. غير ذلك، هو انغماس إضافي في الحروب والفوضى ضمن لعبة الآخرين لتفكيك الدولة". وأكد "أهمية قرار الرئيس عون في كسر الحواجز والمحظورات، والذهاب إلى التفاوض بالتوازي مع مهمة الجيش اللبناني بسحب السلاح غير الشرعي وحصره بيد الدولة، تنفيذا لقراري الحكومة في 5 و7 آب الماضي".
وأضاف، "لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا التفاوض مع إسرائيل والانتقال إلى مرحلة الإعمار وبناء الدولة القوية والقادرة، وإمّا البقاء والغرق في مستنقع الحروب والمواجهات التي لا تجلب سوى الموت والدمار والتهجير والانهيارات". وشدّد على ضرورة أن "تطلق الحكومة، بالتوازي مع التفاوض، حراكًا ديبلوماسيًا مكوكياً لإعادة تفعيل المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني وتسليحه وتمويله، إلى جانب مباحثات مباشرة بين لبنان وسوريا حول الملفات العالقة، وفي مقدّمها ترسيم الحدود البرية والبحرية وضبطها من الجانبين، ضمن ورشة وطنية عنوانها بناء لبنان الجديد".
وفي سياق آخر، قال شمعون إن "زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان حملت رسائل واضحة بأنّ السلام آتٍ لا محالة". وأضاف أنّه "لا بد من تلقّف الجدية الفاتيكانية – العربية – الأممية في الدفع نحو سلام عادل وشامل". ودعا "حزب الله إلى تلقّف انتهاء الدور الإيراني في لبنان والمنطقة، والمبادرة إلى تسليم سلاحه وتفكيك منشآته داخل وخارج جنوب الليطاني، والانخراط في العمل السياسي أسوة بسائر الأحزاب اللبنانية، بعدما أثبتت التجارب عدم فعالية هذا السلاح في حماية لبنان واللبنانيين".
ولدى سؤاله عن المرحلة المقبلة، رأى شمعون أنّ "المرحلة الثانية من المفاوضات، في حال نجح لبنان في تحقيق أهداف المرحلة الأولى، ستنطلق تحت عنوان السلام العادل والشامل في المنطقة". وأوضح أنّ "كل الحروب والحلول العسكرية عبر التاريخ انتهت إلى طاولة المفاوضات، فكيف بلبنان الصغير بمساحته وقدراته الاقتصادية والمالية، غير القادر على الاستمرار في مواجهات دموية تدميرية؟".
وختم شمعون بالتأكيد أنّ "لبنان يبقى أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا التفاوض مع إسرائيل وبناء دولة قوية، وإمّا البقاء في دوامة الموت والدمار"، داعيًا إلى "تحرك ديبلوماسي واسع لإعادة تفعيل الدعم الدولي للجيش، وإطلاق حوار مباشر مع سوريا حول الملفات كافة ضمن رؤية واحدة لبناء لبنان الجديد".