شدّد المبعوث الأميركي توم باراك على أنّ الكمين الذي استهدف قوات أميركية في سوريا، وأسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني، يشكّل «تذكيرًا صارخًا وغير مقبول بأن خطر الجماعات المسلحة لا يزال قائمًا وقادرًا على الضرب، حتى في الوقت الذي يجري العمل فيه على استئصاله نهائيًا».
وفي منشور عبر منصّة «أكس»، أوضح باراك أنّ الوجود الأميركي في سوريا «محدود ومحصور بمهمة واضحة»، تتمثّل في القضاء النهائي على تنظيم داعش ومنع عودته، إضافة إلى حماية الأراضي الأميركية من أي تهديدات محتملة. وأشار إلى أنّ هذا الانتشار «يتيح دعم شركاء سوريين محليين قادرين على مواجهة هذه الجماعات على الأرض، من دون انجرار القوات الأميركية إلى حرب واسعة ومكلفة جديدة في الشرق الأوسط».
وأكد باراك أنّ الولايات المتحدة «لن تتراجع عن هذه المهمة حتى القضاء الكامل على داعش»، محذّرًا من أنّ «أي اعتداء على الأميركيين سيُقابل بعدالة سريعة وحازمة من دون أي تهاون».
وأضاف أنّ واشنطن، «وبالتعاون مع الحكومة السورية، ستلاحق بلا هوادة كل فرد ومسهّل ومموّل وداعم شارك في هذا العمل الإجرامي»، لافتًا إلى أنّ هويات المتورطين «ستُحدَّد وسيُحاسَبون بسرعة وحزم». واستشهد بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدًا أنّ «الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي تهديد يطال شعبها».
وختم باراك مرحّبًا «بالتزام الرئيس السوري أحمد الشرع القوي، الذي يشاركنا العزم الثابت على ملاحقة المتورطين ومحاسبتهم»، مشدّدًا على أنّ «العمل المشترك سيستمر للقضاء على هذه الجماعات المسلحة في سوريا».
يأتي موقف باراك في أعقاب إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني وإصابة ثلاثة آخرين، إثر كمين نفّذه مسلّح من تنظيم داعش في محيط تدمر وسط سوريا. وكانت القيادة المركزية الأميركية قد أكدت أنّ الهجوم نُفّذ خلال جولة مشتركة، وأنّ المنفّذ جرى الاشتباك معه وتصفيته.
وفي السياق نفسه، كانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت أنّها وجّهت تحذيرات مسبقة من احتمال وقوع هجوم في منطقة البادية، معتبرة أنّ تلك التحذيرات لم تُؤخذ بالجدّية المطلوبة. ويأتي هذا التطور في ظل استمرار العمليات الأميركية ضد خلايا داعش في سوريا، ضمن مساعٍ لمنع إعادة تنظيم صفوفه، وسط توتر أمني متقطّع في مناطق البادية.