وفي هذا الإطار، عقد المبعوثون الخاصّون إلى لبنان عن الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وفرنسا اجتماعًا في باريس، اليوم، مع قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، حيث قدّم عرضًا مفصلًا حول تنفيذ خطة "درع الوطن".
وأعرب المبعوثون عن دعمهم الكامل للجيش اللبناني، مثمّنين التضحيات التي يقدّمها في سبيل الحفاظ على الاستقرار، وضمن الجهود الدولية الداعمة لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية الصادر في 26 تشرين الثاني 2024، وكذلك خطة "درع الوطن"، اتفق المشاركون على إنشاء فريق عمل ثلاثي يتولّى التحضير للمؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، والمقرّر عقده في شباط 2026.
دعم السيادة اللبنانية مستمر
وأكدت مصادر فرنسية لـ"ليبانون ديبايت" استمرار التعبئة الدولية لدعم لبنان في استعادة سيادته الكاملة وغير المنقوصة، مشيرة إلى أن العمل جارٍ في هذه المرحلة ضمن مسار تثبيت وقف إطلاق النار الذي أُقرّ في 27 تشرين الثاني 2024.
حفاوة استثنائية لقائد الجيش
وفي السياق نفسه، يلفت الصحافي الخبير بالشأن الفرنسي تمام نور الدين، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، إلى أن الحفاوة التي حظي بها العماد رودولف هيكل في فرنسا نادرًا ما تُمنح لقادة جيوش، إذ استُقبل في مقر قيادة أركان الجيوش الفرنسية، حيث عُقد اجتماع موسّع، تلاه اجتماع آخر مطوّل في وزارة الخارجية الفرنسية، استمر لساعات طويلة.
مقاربة جديدة
ويكشف نور الدين عن أجواء ليونة تميل إلى الإيجابية، معتبرًا أن أبرز مؤشرات هذه الإيجابية تمثّلت في قرار عقد المؤتمر في شباط المقبل، بعد تأجيله مرات عدة، لا سيما بعد التوصل إلى قناعة مفادها أن منطقة شمال الليطاني لا يمكن نزع السلاح منها بالقوة. ووفق هذه المقاربة، جرى التفاهم على احتواء السلاح شمال الليطاني بالتوازي مع تعزيز قدرات الجيش اللبناني.
الجيش أولًا
ويوضح أن المقاربة المطروحة تقوم على ترك هذا السلاح على المديين المتوسط والطويل، ما يؤدي إلى تآكله تدريجيًا، بحيث تصبح الغلبة لاحقًا للجيش اللبناني، في ظل صعوبة تنفيذ مداهمات واسعة شمال النهر في المرحلة الحالية.
ويضيف نور الدين أن الخيار الآخر، الذي لا يريده أحد سوى إسرائيل، يتمثل بتوسيع الضربات العسكرية شمال الليطاني، وهو خيار بالغ الصعوبة نظرًا إلى اتساع رقعة المنطقة جغرافيًا، ما يجعل خيار تمكين الجيش اللبناني هو الأكثر واقعية.
أما في ما يتعلق بالموقف الأميركي، فيشير نور الدين إلى أن تحديد موعد المؤتمر لم يكن ليحصل لولا قبول واشنطن بهذه المقاربة، ولو بشكل تدريجي. العين على 29 كانون الأول وعن مدى قدرة هذا التوافق على نزع فتيل الحرب، يؤكد نور الدين أن ما تحقق اليوم هو بـ" كفة"، فيما نتائج اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"كفة أخرى"، ما يجعل 29 كانون الأول تاريخًا مفصليًا في تحديد مسار المرحلة المقبلة.
اجتماع الميكانيزم بأعلى مستوياته
وفي ما خصّ اجتماع الميكانيزم، يوضح نور الدين أن اجتماع باريس عُقد على أعلى المستويات، بمشاركة قائد الجيش اللبناني، والموفدة الأميركية مورغن أورتاغوس، والمبعوث السعودي يزيد بن فرحان، والمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، إلى جانب مستشارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
تصعيد إسرائيلي متزامن ومحاولة تشويش
وتزامن الاجتماع مع تصعيد إسرائيلي واسع من الجنوب إلى البقاع، حيث اعتبرت مصادر مطّلعة على أجواء حزب الله أن هذه الضربات تهدف إلى التشويش على زيارة قائد الجيش والاجتماعات التي قدّم خلالها تقريرًا مفصلًا عن عمل الجيش في جنوب الليطاني، ولا سيما في ما يتصل بمخازن الأسلحة والأنفاق التي تسلّمها من الحزب، والتي جرى إعدادها وصياغتها بمستوى عالٍ من الاحتراف.