أعلنت وزارة العدل الأميركية أنّها لم تُجرِ أي تنقيح أو تعديل على الملفات الصادرة في قضية رجل الأعمال المدان جنسيًا الراحل جيفري إبستين بهدف حماية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال نائب وزير العدل الأميركي تود بلانش، في مقابلة مع ABC News، إنّه "لم يتم حجب أي شيء لهذا السبب"، نافيًا وجود أي تعليمات لتحرير أو تنقيح المواد المتصلة بفضيحة إبستين بما يخدم الرئيس.
وأضاف بلانش أنّ ترامب "صرّح منذ البداية بأنه يتوقّع نشر جميع الملفات التي يمكن الإفراج عنها، وهذا بالضبط ما تقوم به الوزارة"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وأشار إلى أنّ ترامب كان يعرف إبستين في السابق، كما تظهر بعض الصور القديمة، إلّا أنّه شدّد على عدم وجود أي أدلة تربط الرئيس الأميركي بالتورط في الفضيحة، لافتًا إلى أنّ ترامب نفى مرارًا أي مزاعم من هذا النوع. ورغم ورود اسم ترامب في بعض الوثائق التي أُفرج عنها مؤخرًا، فإن التقييمات الأولية تشير إلى أنّ المعلومات الجديدة حول علاقته بإبستين محدودة، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي عن الرئيس حتى الآن.
وبدأت وزارة العدل الأميركية، الجمعة، بنشر ملفات طال انتظارها تتعلق بالتحقيق في قضية الاتجار بالجنس التي تورّط فيها إبستين، في خطوة تترقّبها الأوساط الأميركية منذ أشهر. وكانت إدارة ترامب تستعد خلال الأيام الماضية للكشف عن مئات آلاف الوثائق المرتبطة بالقضية، بعد فترة من التأجيل والمماطلة.
وقال بلانش إن الحكومة ستنشر، قبل انتهاء المهلة القانونية عند منتصف الليل، جزءًا فقط من ملف إبستين، على أن يُستكمل نشر بقية الوثائق لاحقًا. وأضاف، في حديث إلى Fox News: "أتوقع أن ننشر مئات آلاف الوثائق اليوم، على أن تُنشر مئات آلاف أخرى خلال الأسابيع المقبلة".
وأكد نائب وزير العدل أنّ الوزارة تحتفظ بالصلاحية الكاملة لحجب بعض الأسماء والمعلومات الحساسة، موضحًا أنّ الوثائق ستُعدّل جزئيًا لحماية الضحايا القاصرين في قضية إبستين. كما لفت، وهو المحامي الشخصي السابق لترامب، إلى أنّه لا يتوقّع صدور أي لوائح اتهام جديدة في هذه القضية التي لا تزال تهزّ الولايات المتحدة منذ سنوات.
في المقابل، أثار قرار نشر الوثائق على مراحل انتقادات حادّة من جانب زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الذي اعتبر أنّ القانون "واضح تمامًا" ويُلزم الحكومة بكشف جميع الوثائق بحلول منتصف الليل، وليس جزءًا منها فقط.
وقال شومر، في بيان، إنّ ما يجري "يؤكد أنّ وزارة العدل ودونالد ترامب ووزيرة العدل بام بوندي يسعون إلى فعل كل ما بوسعهم لإخفاء الحقيقة" المتعلقة بفضيحة إبستين.