كشفت صحيفة إل بايس الإسبانية أن قرار الحكومة الأوكرانية السماح بسفر الشباب خارج البلاد أسفر عن تداعيات غير متوقعة، تمثّلت في موجة نزوح واسعة النطاق لشبان يسعون إلى تفادي التجنيد الإجباري في الجيش.
وأوضحت الصحيفة أن الخطوة التي اتُخذت في نهاية آب، والقاضية بالسماح للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاماً بمغادرة البلاد، أدّت عملياً إلى مغادرة أعداد كبيرة من الشباب فور رفع القيود، بعد أن كان السفر محظوراً على الرجال من الفئة العمرية بين 18 و60 عاماً طوال فترة الأحكام العرفية.
وبحسب التقرير، برزت ألمانيا كوجهة أولى للشباب الأوكراني، مستفيدة من حزمة المساعدات الاجتماعية والدعم المالي الذي توفّره للنازحين، حيث تضاعف عدد الرجال الأوكرانيين المسجّلين فيها عشر مرات منذ شهر آب الماضي.
وجاءت بولندا و التشيك في المرتبتين الثانية والثالثة من حيث استقطاب اللاجئين الأوكرانيين، وفق الصحيفة.
ونقلت "إل بايس" عن مصادر دبلوماسية أن ألمانيا وبولندا والتشيك، وهي الدول الثلاث التي استقبلت أكبر أعداد من الأوكرانيين منذ شباط 2022، مارست خلال الخريف ضغوطاً على كييف للحد من تدفّق اللاجئين الذكور.
وأضافت أن هذه الدول، رغم اختلاف مبرّراتها، وجّهت رسالة مشتركة مفادها أن استمرار هذا النزوح قد يدفع الوضع إلى نقطة حرجة، سواء على مستوى الخدمات الاجتماعية أو الاستقرار الداخلي.
في المقابل، لا يزال القانون الأوكراني يفرض عقوبات جنائية على المتهرّبين من الخدمة العسكرية، قد تصل إلى السجن لمدة 5 سنوات.
وحذّر رئيس مكتب سياسة الهجرة الأوكراني فاسيلي فوسكوبوينيك من أن نحو 90% من الشباب الذين غادروا البلاد من غير المرجّح أن يعودوا، معتبراً أن هذه الظاهرة تشكّل تحدّياً ديموغرافياً وعسكرياً خطيراً قد تواجهه أوكرانيا في المرحلة المقبلة.