العشاء أُقيم في المقر العام لحزب “القوات اللبنانية” في معراب، بحضور عدد من النواب ورجال الأعمال. إلا أن اللافت في القضية لم يكن طبيعة المناسبة ولا أسماء المدعوين، بل التعديل الذي طال صورة رسمية نُشرت على منصات الحزب، إذ اختفى معوض منها بشكل كامل، في حين أن الصورة الأصلية غير المعدّلة كانت قد نُشرت سابقًا وتُظهره بوضوح، قبل أن يتم استبدالها لاحقًا بنسخة معدّلة.

وتُظهر الصورة غير المعدّلة، التي سبق أن نشرتها “القوات اللبنانية”، وجود رجل الأعمال سمير صليبا، صاحب “Mike Sport”، إلى جانب مرافق سمير جعجع حنا جعجع، والمدير التنفيذي لشركة “Wish Money” شهوان معوض. غير أن النسخة المعدّلة أبقت على صليبا وحنا جعجع، وحذفت معوض فقط، ما فتح الباب أمام علامات استفهام مشروعة يصعب تجاهلها.
لماذا جرى حذف المدير التنفيذي لـ“Wish Money” تحديدًا؟ ولماذا الإبقاء على أشخاص آخرين في الصورة نفسها؟ هل يخفي جعجع بعض ضيوفه عن الرأي العام؟ أم أن بعض الضيوف باتوا مصدر إحراج سياسي أو إعلامي؟ أم أن العكس هو الصحيح، وأن بعض المدعوين باتوا يتحاشون الظهور في صور إلى جانب جعجع خشية الإحراج أو الالتباس؟
في المحصلة، تبقى هذه الأسئلة مشروعة، وتضع رئيس حزب “القوات اللبنانية” أمام مسؤولية توضيح ما جرى. فالمسألة لم تعد تفصيلًا تقنيًا أو خطأً عابرًا، بل باتت قضية تتصل بالشفافية واحترام الرأي العام، وبكيفية إدارة الصورة السياسية في معراب.