في مقاربة لافتة بين الماضي والحاضر، أعاد مستشار رئيس التيار الوطني الحر أنطون قسطنطين تسليط الضوء على إحدى المحطات المفصلية في تاريخ المالية اللبنانية، مستحضرًا تجربة حاكم مصرف لبنان الأسبق إلياس سركيس في سبعينات القرن الماضي، ومقارنًا بينها وبين الواقع المالي والنقدي الراهن.
وفي منشور له عبر منصة "إكس"، أشار قسطنطين إلى أنّ إلياس سركيس تمكّن، بمبلغ لم يتجاوز 350 مليون دولار، من تكوين احتياطي لبنان، موضحًا أنّ هذا الاحتياطي كان قائمًا على الذهب، الذي تُقدَّر قيمته اليوم بنحو 40 مليار دولار. واعتبر أنّ ما تحقق في تلك المرحلة شكّل نموذجًا لإدارة مالية رشيدة، قائلاً إنّه "في السبعينات صنع رجل كبير ثروة وطنية".
وفي المقابل، وجّه قسطنطين انتقادًا حادًا للواقع الحالي، معتبرًا أنّ المسؤولين اليوم "مرتبكون ويتخبطون" في محاولاتهم لسد فجوة مالية هائلة، رأى أنّها نتاج سنوات طويلة من الفساد وسوء الإدارة. وختم موقفه بالقول: "رحم الله الكبار"، في إشارة مباشرة إلى الفارق بين مرحلة بناء الدولة ومؤسساتها، والمرحلة التي يعيشها لبنان اليوم.
ويأتي موقف قسطنطين في وقت لا يزال فيه لبنان يرزح تحت وطأة أزمة مالية ونقدية غير مسبوقة منذ العام 2019، أدّت إلى انهيار العملة الوطنية، وتآكل الودائع، وتراجع الثقة بالمؤسسات المالية والنقدية. وفي هذا السياق، يُستعاد اسم إلياس سركيس، الذي تولّى حاكمية مصرف لبنان بين عامَي 1968 و1976، بوصفه أحد أبرز رموز الإدارة النقدية المحافظة التي حافظت على الاستقرار النقدي وبنت احتياطات استراتيجية للدولة، ولا سيّما احتياطي الذهب الذي يُعدّ اليوم من الأكبر في المنطقة قياسًا إلى حجم الاقتصاد اللبناني.