اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الثلاثاء 23 كانون الأول 2025 - 08:04 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

قتيلان لقوى الأمن... السويداء تختبر الحكم الجديد مجدداً

قتيلان لقوى الأمن... السويداء تختبر الحكم الجديد مجدداً

في ظل استمرار هشاشة المشهد السوري وتحوّل بعض بؤر التوتر إلى نزاعات ذات طابع مناطقي أو طائفي، تبرز محافظة السويداء مجددًا كنقطة اشتباك حساسة، تعكس تعقيدات المرحلة السياسية والأمنية التي تمرّ بها سوريا، وما تحمله من تداعيات مباشرة على دول الجوار، وفي مقدّمها لبنان، الذي يراقب بقلق أي اهتزاز في التوازنات الداخلية السورية.


أفادت الإخبارية السورية، مساء الإثنين، بمقتل عنصرين من قوى الأمن الداخلي في قرية ريمة حازم بريف السويداء الغربي، جراء قصف نفذته جهات وصفتها بـ"العصابات المتمردة"، في محاولة للتقدم نحو نقاط أمنية، ما شكّل خرقًا جديدًا لوقف إطلاق النار الساري في المنطقة.


وذكرت الإخبارية أن الاستهداف جاء في سياق تصعيد ميداني متجدد، وسط تحركات مسلّحة تسعى إلى فرض أمر واقع على الأرض، في وقت تحاول فيه القوى الأمنية احتواء التوتر ومنع تمدده إلى قرى ومناطق مجاورة.


وكان مراسل سكاي نيوز عربية في دمشق قد أشار في وقت سابق إلى أن ما يُعرف بقوات "الحرس الوطني"، المرتبطة بالشيخ حكمت الهجري، استهدفت بلدة المزرعة غرب السويداء باستخدام رشاشات ثقيلة، ما ساهم في رفع منسوب الاحتقان الأمني وفتح الباب أمام جولة جديدة من المواجهات.


وتأتي هذه التطورات في سياق بالغ الحساسية، في ظل نقاشات متصاعدة داخل الأوساط السياسية والإعلامية السورية حول مستقبل الحكم في البلاد، واحتمالات الذهاب نحو صيغ لامركزية موسّعة، أو حتى فيديرالية، في مقابل مخاوف من انزلاق بعض المناطق نحو مسارات انفصالية غير معلنة.


وفي هذا الإطار، تُعدّ السويداء من أكثر المناطق تعقيدًا، نظرًا لخصوصيتها الدرزية، والعلاقة المتشابكة بين مرجعياتها الدينية والاجتماعية والسلطة المركزية في دمشق، إضافة إلى ما يُثار عن قنوات تواصل غير مباشرة بين أطراف درزية في المحافظة وإسرائيل، في ظل استثمار تل أبيب المتكرر لملف "حماية الأقليات" في سوريا.


وتزيد هذه الهواجس مع الحديث عن انتهاكات ومجازر طالت مدنيين دروز خلال المرحلة الأخيرة، ما أضعف الثقة بالحكم الجديد لدى شريحة من أبناء المحافظة، وفتح الباب أمام خطاب سياسي أكثر تشددًا، يطالب بضمانات دولية أو ترتيبات خاصة تخرج السويداء من دائرة الصراع المفتوح.


وفي ظل هذا الواقع، تبدو العلاقة بين السويداء والسلطة الجديدة في دمشق مرشحة لمزيد من الاختبارات، بين مساعٍ رسمية لإعادة ضبط الأمن واحتواء الخصوصية المحلية، وبين ضغوط داخلية وخارجية قد تدفع نحو سيناريوهات أكثر تعقيدًا، سيكون لأي انزلاق فيها أثر مباشر على استقرار الجنوب السوري والمنطقة ككل.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة