في ظل تكرار حوادث الطيران العسكري حول العالم، وما تثيره من تساؤلات حول السلامة الفنية والمهام التشغيلية للطائرات التابعة للجيوش، سُجّل حادث جديد قبالة السواحل الأميركية، أعاد هذا الملف الحساس إلى الواجهة، مع سقوط قتلى وفتح تحقيقات عاجلة لمعرفة الملابسات.
في هذا السياق، تحطّمت طائرة صغيرة تابعة للبحرية المكسيكية قرب مدينة جالفستون قبالة ساحل ولاية تكساس الأميركية، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقل، وفق ما أفاد مسؤولون أميركيون ومكسيكيون.
وذكرت البحرية المكسيكية في بيان أن الطائرة كانت تقل 8 أشخاص، بينهم 4 ضباط من البحرية و4 مدنيين، من ضمنهم طفل. وأشار البيان إلى أن اثنين من الركاب ينتميان إلى مؤسسة "ميتشو وماو"، وهي منظمة غير ربحية تُعنى بمساعدة الأطفال المكسيكيين الذين تعرضوا لحروق شديدة، من دون أن يتم تحديد هويات الضحايا على الفور.
وأكد الضابط في خفر السواحل الأميركي لوك بيكر وفاة خمسة أشخاص، مشيرًا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة أسباب التحطم، وسط ترجيحات أولية بعدم استبعاد أي فرضية.
وبحسب المعطيات، وقع الحادث بعد ظهر يوم التحطم قرب قاعدة جسر يؤدي إلى جالفستون، على مسافة نحو 50 ميلاً جنوب شرق مدينة هيوستن، حيث باشرت فرق الإنقاذ عمليات بحث في المياه المحيطة بموقع السقوط فور تلقي البلاغ.
ويعيد هذا الحادث طرح أسئلة متكررة حول سلامة الطائرات العسكرية الصغيرة، ولا سيما تلك التي تُستخدم في مهام غير قتالية أو إنسانية، في وقت شهدت الأشهر الأخيرة سلسلة حوادث مشابهة لطائرات عسكرية أو شبه عسكرية في مناطق مختلفة من العالم، بعضها انتهى بسقوط ضحايا.
ومع تزايد هذه الوقائع، تتجه الأنظار إلى نتائج التحقيقات التقنية لمعرفة ما إذا كانت الأعطال الفنية، أو الظروف الجوية، أو الأخطاء التشغيلية، تقف خلف هذا النوع من الكوارث، وسط دعوات متصاعدة لتعزيز معايير السلامة والمراقبة في أساطيل الطيران العسكري.