يُعدّ محمد علي الحداد رئيس أركان الجيش الليبي منذ عام 2021، وأحد أبرز القادة العسكريين الذين لعبوا دورًا محوريًا في جهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية وتعزيز علاقاتها الإقليمية والدولية.
ومع انقطاع الاتصال بطائرته فوق أنقرة، وسماع دوي انفجار في محيط العاصمة التركية، أُثيرت تساؤلات واسعة حول مصيره، في ظل معلومات غير مؤكدة عن طلب الطائرة تنفيذ هبوط اضطراري، من دون صدور أي بيان رسمي حتى الساعة يوضح حقيقة ما جرى.
يشغل الحداد منصب رئيس الأركان العامة للجيش الليبي منذ عام 2021، ويُعتبر من أبرز الوجوه العسكرية في مرحلة ما بعد الحرب على طرابلس، حيث اضطلع بدور أساسي في مساعي توحيد المؤسسة العسكرية من خلال مشاركته في أعمال اللجنة العسكرية المشتركة "5+5".
وعلى المستوى الإقليمي والدولي، نسج الحداد علاقات عسكرية واسعة، ولا سيما مع تركيا، إذ زار في آب/أغسطس 2021 فرقاطة تركية قبالة السواحل الليبية ضمن مهام بحرية تركية، في زيارة أثارت حينها جدلًا واسعًا داخل ليبيا، على خلفية مشاهد بروتوكولية خلال لقائه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في طرابلس.
كما وقّع في آذار/مارس 2023 اتفاقًا عسكريًا في روما مع إيطاليا لتدريب القوات الخاصة الليبية، مؤكدًا أهمية التعاون الأمني في منطقة البحر المتوسط. وعلى الصعيد الأميركي، التقى في تموز/يوليو 2024 قيادات من القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، حيث جرى البحث في دعم توحيد الجيش الليبي وتعزيز أمن الحدود.
وفي إطار توحيد المؤسسة العسكرية، شارك الحداد في سلسلة لقاءات مع رئيس أركان قوات القيادة العامة الفريق أول عبد الرازق الناظوري، برعاية إقليمية ودولية، أبرزها اجتماعات القاهرة وروما، والتي أكدت على وحدة الأراضي الليبية وتشكيل قوة مشتركة لحماية الحدود، بدعم أميركي وأوروبي.
وعُيّن الحداد رئيسًا للأركان بقرار من المجلس الرئاسي الليبي، بعد ترقيته إلى رتبة فريق أول ركن، وتعهد منذ تسلمه المنصب بالعمل على بناء جيش ليبي نظامي موحّد قادر على حماية السيادة الوطنية.
ويأتي تداول الأنباء الأخيرة عن الحداد في توقيت بالغ الحساسية، في ظل استمرار الجهود السياسية والأمنية لإخراج ليبيا من حالة الانقسام وعدم الاستقرار، فيما يبقى مصيره وما رافق رحلته الأخيرة رهن التوضيح الرسمي بانتظار بيانات مؤكدة تضع حدًا للتكهنات.