ووفق ما ادّعاه الصحافي إسحاق هوروفيتس، العامل في مجلة حريدية تصدر في إسرائيل، فقد زار الضاحية الجنوبية برفقة دليل لبناني، وجال في مناطق تُعد من أبرز معاقل حزب الله. وخلال جولته، قال إنه وصل إلى الموقع الذي اغتيل فيه نصر الله، كما دخل إلى المكان الذي دُفن فيه، حيث جرى توثيقه بالصور إلى جانب القبر.
وتثير هذه الادعاءات علامات استفهام واسعة حول كيفية دخول هذا الصحافي إلى لبنان ومروره عبر مطار بيروت الدولي تحت أنظار الأجهزة الأمنية، وصولًا إلى دخوله مرقد السيد، الذي يُفترض أنه يقع ضمن نطاق حماية مباشرة من حزب الله.
وفي هذا السياق، تضع مصادر مطلعة على أجواء حزب الله هذه الرواية في خانة محاولات إثارة البلبلة. غير أنها تشير إلى أنه في حال ثبتت صحة الادعاءات الإسرائيلية، فإن دخول الصحافي إلى لبنان وزيارته للضريح يُرجّح أن يكونا قد حصلا، وفق المعطيات الأولية، قبل الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيد نصر الله، مؤكدة في الوقت نفسه أن التدقيق في تفاصيل هذا الملف لا يزال مستمرًا.
أما عن خطورة هذا الخرق، فتعتبر المصادر أنه بالغ الدلالة، إذ يعكس تراجع قدرة الدولة على ضبط المطار والمعابر. وتشير إلى أن هذه الحادثة، في حال صحت، تدحض الادعاءات القائلة بأن حزب الله يفرض سيطرته على مطار بيروت، وتفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول كيفية دخول إسرائيليين عبر المطار بوتيرة متزايدة، ومرورهم من دون اعتراض الأجهزة الأمنية المختصة.
وفي ما يتعلق بدخول الصحافي إلى مرقد السيد نصر الله، توضح المصادر أن الإجراءات الأمنية المعتمدة هناك تركز على منع إدخال متفجرات أو أسلحة، ولا تقوم بالضرورة على التدقيق في هويات الزائرين، وهو أمر معمول به في العديد من المراقد الدينية، سواء في العراق أو إيران أو في دول أخرى حول العالم.
وتُذكّر المصادر بسابقة مماثلة، حين ادّعى أحد الصحافيين الإسرائيليين دخوله إلى لبنان وزيارة مكان استشهاد السيد نصر الله، قبل أن يتبيّن لاحقًا، وبعد حملة دعائية إسرائيلية واسعة، أن الرواية غير صحيحة بالكامل، وأن الصور المتداولة آنذاك كانت مُنتَجة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما كشف زيف الادعاء وتضليله.
وبناءً عليه، تؤكد المصادر أنه لا يمكن الجزم بصحة الرواية الحالية، مشيرة إلى أن الخبر لا يزال قيد التدقيق والمتابعة، تمهيدًا لاتخاذ الموقف المناسب في ضوء ما ستُظهره المعطيات النهائية.