"استفزازية"... واشنطن تنتقد التصريحات الإسرائيلية بشأن غزة والضفة

أبدت أوساط أميركية رفيعة امتعاضها من التصريحات الإسرائيلية المتلاحقة بشأن الاستيطان في قطاع غزة والضفة الغربية، ووصفتها بأنها "استفزازية"، معتبرة أنها تعيق المساعي السياسية الجارية في المنطقة.

ووفقًا لموقع "واي نت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، وجّهت هذه الأوساط انتقادًا شديدًا للحكومة الإسرائيلية، ونقلت عن مصادر وصفتها بأنها تحتل مواقع مرموقة في البيت الأبيض قولها إن "التصريحات الاستفزازية لوزير الدفاع يسرائيل كاتس، وغيره، تضرّ بالتقدم المرجو في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام الشامل في الشرق الأوسط، وتبعد المزيد من الدول العربية عن الانخراط فيها، وعلى جميع الفرقاء الالتزام بما تعهّدوا به دعمًا لهذه الخطة".

وكان كاتس قد أعلن، يوم الثلاثاء الماضي، عزمه إقامة بؤر استيطانية في المنطقة الشمالية من قطاع غزة، قبل أن يتراجع عن تصريحه عقب اعتراض أميركي، موضحًا أنه كان يقصد إقامة مواقع سكن عسكرية مؤقتة.

إلا أن كاتس عاد وأكد موقفًا قريبًا، معلنًا يوم الخميس أن الجيش الإسرائيلي "لن ينسحب أبدًا من القطاع". وجاء ذلك منسجمًا مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعاد التأكيد على مواقف كاتس وغيره من المتشددين في الحكومة، كاشفًا ما اعتُبر النيات الحقيقية تجاه غزة.

وكشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن نتنياهو ينوي الطلب من الرئيس ترامب، خلال لقائهما المقرر يوم الاثنين المقبل في ميامي، الموافقة على جعل "الخط الأصفر" حدودًا دائمة بين إسرائيل وقطاع غزة، ما يعني ضم 58 في المائة من القطاع وفرض السيادة عليه.

ونُقل عن نتنياهو قوله إن "على العرب أن يفهموا أن من يقتل إسرائيليين يخسر أرضًا"، في تبرير لتقدّم الجيش الإسرائيلي في سيطرته على غزة من 53 في المائة عند وقف إطلاق النار إلى 58 في المائة اليوم.

وفي أعقاب ذلك، أكد الوزير كاتس، يوم الخميس، أنه لم يتراجع عن موقفه، مشددًا على أن إسرائيل تعتزم إقامة نوى استيطانية في شمالي قطاع غزة، وأنها "لن تخرج أبدًا من أراضي غزة"، وستحتفظ داخل القطاع "بمنطقة أمنية واسعة" بذريعة حماية البلدات الإسرائيلية في "غلاف" القطاع.

وأدلى كاتس بهذه التصريحات خلال مشاركته في مؤتمر التربية الذي نظمته صحيفة "مكور ريشون" اليمينية الاستيطانية، أمام جمهور من التيار الاستيطاني، حيث قال: "حتى بعد الانتقال إلى مرحلة أخرى، وإذا جرى نزع سلاح (حماس) وتفكيك قدرات الحركة، فستبقى هناك منطقة أمنية كبيرة داخل غزة. وفي الجزء الشمالي، ووفق رؤيتي، يمكن في المستقبل إقامة نوى استيطانية بشكل منظم… هذا أمر مهم سيتعين القيام به".

وفي السياق نفسه، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية إدانة صادرة عن 14 دولة لقرارها إقامة مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، واعتبرت أن هذه الانتقادات "خطأ أخلاقي" و"تنطوي على تمييز ضد اليهود".