اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
السبت 27 كانون الأول 2025 - 16:27 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

تفاصيل تحقيق تتحرّك... سقوط طائرة الحداد يهزّ المشهد

تفاصيل تحقيق تتحرّك... سقوط طائرة الحداد يهزّ المشهد

نظّمت السلطات الليبية، السبت، في العاصمة طرابلس مراسم تأبين لرئيس الأركان الفريق أول محمد علي أحمد الحداد ورفاقه، الذين قضوا في حادث تحطّم طائرة قرب الأراضي التركية مساء الثلاثاء الماضي، في حادثة هزّت المشهدين العسكري والسياسي في البلاد.


ووصلت جثامين الحداد ورفاقه صباح السبت إلى طرابلس، بعد استكمال تحاليل الحمض النووي التي أُجريت في تركيا، ومقارنتها بعينات مأخوذة من ذوي الضحايا، في ظل إجراءات رسمية مشدّدة رافقت عملية التسليم.


وفي مقر وزارة الدفاع الليبية، تقدّم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي حضور المراسم، إلى جانب رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، ورئيس الأركان المكلّف صلاح الدين النمروش، إضافة إلى عدد من الوزراء والمسؤولين العسكريين والأمنيين.


وبصفته القائد الأعلى للجيش، أعلن المنفي ترقية الفريق محمد الحداد إلى رتبة مشير، وترقية مرافقيه إلى الرتب الأعلى، مؤكداً أنّ "مصاب الحداد ورفاقه لا يخص عائلاتهم أو المؤسسة العسكرية وحدها، بل يشمل ليبيا بأكملها". وأضاف أنّ "ما نعيشه اليوم ليس مجرد حزن، بل لحظة وعي في مسار بناء الدولة"، مشدداً على تحمّل المسؤولية في سبيل بناء مؤسسة عسكرية موحّدة تحمي الوطن وتلتزم بسيادته.


من جهته، قال الدبيبة إنّ "الوفاء لهؤلاء الشهداء لا يكون بالكلمات فقط، بل بالعمل على استكمال المسار الذي رسمناه معاً"، مؤكداً مواصلة الجهود لبناء مؤسسة عسكرية مهنية موحّدة تقوم على القانون والانضباط، "مؤسسة راسخة لا تقوم على أشخاص بل على قيم ومبادئ وطنية ثابتة".


وفي ما يتعلّق بملابسات حادثة تحطّم الطائرة، التي أودت بحياة الحداد ورفاقه الأربعة، إضافة إلى طاقم فرنسي مؤلف من شخصين ومضيفة قبرصية يونانية، أوضح الدبيبة أنّ التحقيقات "مستمرة بكل مصداقية ودقة، وبالتنسيق الكامل مع الجانب التركي، إلى حين تبيان كامل النتائج".


وكانت وزارة الداخلية في طرابلس قد أكدت، الجمعة، نقل إجراءات تحليل بيانات الصندوق الأسود الخاص بالطائرة المنكوبة إلى بريطانيا، وذلك بعد اعتذار ألمانيا عن القيام بالمهمة لعدم توفّر الإمكانيات الفنية اللازمة للتعامل مع هذا النوع من الطائرات، وهي من طراز فالكون 50 فرنسية الصنع.


وتحطّمت الطائرة الخاصة التي كانت تقلّ الفريق أول محمد علي أحمد الحداد وأربعة ضباط آخرين وثلاثة من أفراد الطاقم، بعد إقلاعها من أنقرة الثلاثاء الماضي، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها. وكان الوفد الليبي الرفيع المستوى في طريق عودته إلى طرابلس، عقب محادثات رسمية في أنقرة هدفت إلى تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.


ويُشار إلى أنّ الحداد، الذي يُعدّ القائد العسكري الأعلى في غرب ليبيا، لعب دوراً محورياً في الجهود التي ترعاها الأمم المتحدة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، في محاولة لطيّ صفحة الانقسام المسلح الممتد منذ سنوات.


وتأتي هذه الحادثة في وقت لا تزال فيه ليبيا تعاني حالة من الازدواج في السلطة والتخبط السياسي والأمني، في ظل وجود حكومتين متنافستين ومؤسسات منقسمة بين الشرق والغرب. ومنذ عام 2014، انعكس هذا الانقسام سلباً على بنية الدولة، وأدى إلى اندلاع حروب ومناوشات متكررة، كان آخرها حرب طرابلس بين عامي 2019 و2020، قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار لا يزال قائماً برعاية أممية، وسط مساعٍ متعثّرة لإعادة توحيد المؤسسات وإنهاء حالة عدم الاستقرار المزمنة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة