اقليمي ودولي

العربية
الاثنين 29 كانون الأول 2025 - 07:40 العربية
العربية

"اللحظات الأكثر إحراجًا"... ما لم يُقل في لقاء ترامب_زيليسنكي

"اللحظات الأكثر إحراجًا"... ما لم يُقل في لقاء ترامب_زيليسنكي

رغم الأجواء الإيجابية التي طغت على لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضيفه الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلا أن عدداً من الملفات الجوهرية لا يزال عالقًا ضمن خطة السلام المرتقبة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وسط تباينات واضحة في المواقف وتقديرات مختلفة لإمكانية الوصول إلى تسوية نهائية.


فقد أقرّ ترامب بأن مسألة دونباس والتخلي عن الأراضي المتنازع عليها تبقى قضية معقدة وحساسة، ولم تُحسم بعد، وهي في الوقت نفسه شرط أساسي بالنسبة إلى موسكو، التي ترفض أي صيغة لا تتضمن اعترافًا بمكاسبها الميدانية. وفي موازاة ذلك، أوضح الرئيس الأميركي أن ملف الضمانات الأمنية لكييف لم يُنجز بشكل كامل، رغم التوصل إلى توافق على ما نسبته 95% من بنوده، محمّلًا الدول الأوروبية العبء الأكبر في هذا الإطار، في وقت تصرّ فيه أوكرانيا على ضرورة انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر لضمان ردع أي هجوم روسي مستقبلي.


وكان مستشارون لترامب قد طرحوا سابقًا فكرة تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا شبيهة بضمانات حلف شمال الأطلسي، ما يعني نظريًا التزام الدول الأعضاء بالرد العسكري في حال شنّت روسيا هجومًا جديدًا، غير أن هذا الطرح لا يزال موضع نقاش حاد بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين.


وخلال اللقاء الذي عُقد في منتجع مارالاغو الشاطئي في فلوريدا، برزت لحظات وُصفت بأنها الأكثر إحراجًا بالنسبة إلى زيلينسكي، ولا سيما حين أكد ترامب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يريد لأوكرانيا النجاح"، ما دفع زيلينسكي إلى الابتسام بطريقة لافتة التقطتها عدسات المصورين، في مشهد عكس تباينًا واضحًا في قراءة نوايا موسكو بين الطرفين.


وتكرّر هذا المشهد خلال المؤتمر الصحافي المشترك، مساء الأحد، عندما شدد ترامب على أن بوتين يريد بالفعل نجاح خطة السلام، قائلاً: "أخبرني ذلك بوضوح، وأنا أصدقه"، في تصريح أثار علامات استفهام واسعة، وبدت على وجه الرئيس الأوكراني ملامح تحفظ ودهشة.


وعلى الرغم من هذه التناقضات، أعلن ترامب أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بات قريبًا، من دون أن يتحدث عن اختراق فعلي في ملف الأراضي، مشيرًا إلى أن الأسابيع المقبلة ستكشف ما إذا كان إنهاء النزاع ممكنًا، وهو النزاع الذي اندلع في شباط 2022 وأودى بحياة عشرات الآلاف، وغيّر موازين الأمن في أوروبا والعالم.


وفي هذا السياق، تشير الخطة الحالية، التي خضعت لتنقيحات بعد أسابيع من المفاوضات الأميركية–الأوكرانية المكثفة، إلى وقف الحرب على خطوط الجبهة الحالية في منطقة دونباس الشرقية، مع إنشاء منطقة منزوعة السلاح، غير أن موسكو لا تزال تطالب بتنازلات إقليمية إضافية، من دون أن تظهر أي استعداد للتراجع، في ظل قناعتها بإمكانية تحقيق مكاسب تدريجية على الأرض.


وفي موقف متصل، دعا الكرملين، في بيان صدر عقب محادثة هاتفية بين بوتين وترامب، كييف إلى اتخاذ "قرار شجاع" وسحب قواتها فورًا من دونباس، معتبرًا أن القادة الأوروبيين يشكلون العائق الأساسي أمام التوصل إلى السلام. كما قال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف إن روسيا والولايات المتحدة تتشاركان الرأي القائل بأن المقترح الأوكراني–الأوروبي لوقف إطلاق النار مؤقتًا لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد النزاع وفتح الباب أمام استئناف الأعمال العدائية.


وتأتي هذه التطورات في ظل حرب استنزاف مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، فشلت خلالها المبادرات الدبلوماسية المتعاقبة في تحقيق اختراق حاسم، بين رهانات على التفاوض وضغوط ميدانية متواصلة، فيما تتعلق آمال دولية بإمكانية أن تشكل المرحلة المقبلة نافذة أخيرة لوقف القتال، إذا ما توافرت ضمانات متوازنة ومخارج سياسية تحفظ مصالح الأطراف المتصارعة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة