اقليمي ودولي

العربية
الاثنين 29 كانون الأول 2025 - 13:45 العربية
العربية

شهادة غير متوقعة تكشف مقبرة جماعية من عهد الأسد… وحراسة مشددة

شهادة غير متوقعة تكشف مقبرة جماعية من عهد الأسد… وحراسة مشددة

فرضت الحكومة السورية حراسة مشددة على مقبرة جماعية حُفرت لإخفاء فظائع ارتُكبت في عهد رئيس النظام السابق بشار الأسد.


وأفادت مصادر مطلعة بأن السلطات السورية فتحت تحقيقًا جنائيًا، عقب تقرير لوكالة رويترز كشف عن مؤامرة استمرت سنوات من قبل النظام السابق لإخفاء آلاف الجثث في مقبرة جماعية تقع في صحراء الضمير شرق دمشق، في موقع كان يُستخدم سابقًا كمستودع أسلحة عسكرية، وفق ما أكده ضابط سابق في الجيش السوري مطّلع على العملية.


لكن في عام 2018، جرى إخلاء الموقع من الأسلحة لتنفيذ مخطط سري حمل اسم "عملية نقل الأتربة"، وقضى باستخراج جثث آلاف الضحايا المدفونين في مقبرة جماعية بضواحي دمشق ونقلها عبر الشاحنات لمسافة ساعة تقريبًا إلى الضمير.


أما اليوم، فيتمركز عدد كبير من الجنود في موقع الضمير، لكن هذه المرة بأمر من الحكومة التي أطاحت بالأسد.


كما أُعيد تفعيل المنشأة العسكرية في الضمير كمقر وثكنة ومستودع أسلحة في تشرين الثاني، بعد سبع سنوات من التوقف، وفقًا لضابط متمركز هناك ومسؤول عسكري وشيخ أبو عمر طوّاق، رئيس أمن الضمير.


ويُذكر أن الموقع كان بلا أي حماية خلال الصيف، عندما زار صحافيو رويترز المكان عدة مرات بعد اكتشاف وجود المقبرة الجماعية.


وفي غضون أسابيع، أنشأت الحكومة نقطة تفتيش عند مدخل المنشأة العسكرية التي تضم الموقع، بحسب جندي متمركز هناك، وأصبح الزوار بحاجة إلى تصاريح دخول من وزارة الدفاع.


كما أظهرت صور الأقمار الصناعية، منذ أواخر تشرين الثاني، نشاطًا جديدًا للمركبات حول المنطقة الرئيسية للقاعدة.


وقال مسؤول عسكري، طلب عدم الكشف عن هويته، إن إعادة تفعيل القاعدة تأتي ضمن جهود "تأمين السيطرة على البلاد ومنع الأطراف المعادية من استغلال هذه المنطقة الاستراتيجية المفتوحة"، لافتًا إلى أن الطريق عبر الصحراء يربط أحد آخر معاقل تنظيم داعش في سوريا بدمشق.


وفي تشرين الثاني، فتحت الشرطة تحقيقًا في المقبرة، وقامت بتصويرها وإجراء مسوحات أرضية واستجواب شهود، وفقًا لجلال طبّاش، رئيس مركز شرطة الضمير.


ومن بين الذين استُجوبوا أحمد غزال، المصدر الرئيسي الذي كشف المقبرة الجماعية.


وقال غزال، وهو ميكانيكي كان يُصلح الشاحنات التي تعطلت أثناء نقل الجثث إلى موقع الضمير: "أخبرتهم بكل التفاصيل وما شهدته خلال تلك السنوات".


وأكد أن المنشأة العسكرية كانت تبدو خالية تقريبًا، باستثناء الجنود الذين كانوا يرافقون القوافل خلال فترة نقل الجثث.


من جهتها، أكدت اللجنة الوطنية للمفقودين، التي تأسست بعد الإطاحة بالأسد للتحقيق في مصير عشرات الآلاف من السوريين الذين اختفوا في عهده، أنها بصدد تدريب كوادر وإنشاء مختبرات تلتزم بالمعايير الدولية لعمليات استخراج المقابر الجماعية.


ومن المقرر أن تبدأ عمليات استخراج الجثث من المقابر الجماعية التي تعود إلى عهد الأسد، بما فيها موقع الضمير، في عام 2027.


ويُذكر أنه، بحسب وثائق عسكرية وشهادات من مصادر مدنية وعسكرية، تولى العقيد مازن إسمنذر إدارة اللوجستيات لـ"عملية نقل الجثث".


وعندما وُضعت الخطة عام 2018، كان الأسد على وشك تحقيق النصر في الحرب الأهلية، وكان يأمل في استعادة الشرعية أمام المجتمع الدولي بعد سنوات من العقوبات والاتهامات بالوحشية.


وبحسب الشهادات، صدر أمر من القصر الرئاسي جاء فيه: "احفروا موقع القطيفة وأخفوا الجثث في المنشأة العسكرية في صحراء الضمير".


وعلى مدى أربع ليالٍ في الأسبوع، ولمدة عامين تقريبًا بين 2019 و2021، أشرف إسمنذر على العملية، وفقًا لرويترز، حيث كانت الشاحنات تنقل الجثث والأتربة من المقبرة المكشوفة إلى المنشأة العسكرية المهجورة في الصحراء، فيما امتلأت الخنادق بالجثث أثناء حفر موقع القطيفة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة