أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الإثنين، رسميًا مقتل الناطق باسمها حذيفة الكحلوت المعروف بـ"أبو عبيدة"، وقائد أركانها محمد السنوار، إضافة إلى قائد لواء رفح محمد شبانة، ورئيس قسم التصنيع العسكري في الحركة رائد سعد، وأبو عمر السوري.
وفي فيديو نُشر على تطبيق "تيليغرام"، بثّت الحركة صور القادة القتلى، من بينها صورة لحذيفة الكحلوت. كما ظهر خليفة أبو عبيدة في كلمة مصوّرة تجاوزت مدتها 21 دقيقة، قال فيها إن "أبو عبيدة لم ينقطع عن شعبه في أحلك الظروف وخاطبهم من قلب المعركة".
وأعلن الناطق الجديد أن محمد السنوار قُتل برفقة محمد شبانة، مشيرًا إلى أن السنوار قاد القسام في مرحلة بالغة الصعوبة خلفًا لمحمد الضيف. ودعا الناطق باسم كتائب القسام الوسطاء إلى إلزام إسرائيل بتنفيذ كامل بنود وقف إطلاق النار في غزة.
وفي أيار الماضي، كان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد أكد أن جميع المؤشرات تدل على مقتل محمد السنوار. كما كشفت مصادر "العربية/الحدث" عن العثور على جثة شقيق السنوار و10 من مساعديه داخل نفق في خان يونس جنوب قطاع غزة، موضحة أنه تم التأكد من مقتل قائد لواء خان يونس محمد السنوار، الذي يتزعم كتائب القسام، في غارات إسرائيلية استهدفت قبل أيام محيط المستشفى الأوروبي شرق خان يونس. وأشارت المصادر أيضًا إلى أن محمد شبانة، قائد لواء رفح، قُتل في الغارات نفسها مع السنوار.
ويُذكر أن محمد السنوار أصبح قائدًا للجناح العسكري لحماس بعد مقتل شقيقه يحيى السنوار في تشرين الأول 2024، وكذلك محمد الضيف في تموز 2024، اللذين تعتبرهما إسرائيل العقل المدبر لهجمات 7 تشرين الأول 2023.
أما في ما يتعلق بأبو عبيدة، فقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في آب الماضي مقتله في غزة. وفي أيلول، نشر الجيش الإسرائيلي صورة جديدة لحذيفة الكحلوت إلى جانب محمد الضيف وقائد لواء خان يونس رافع سلامة.
ويُعد أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، وكان يطلّ ملثّمًا من دون الكشف عن هويته، وبرز اسمه بعد هجوم 7 تشرين الأول الذي نفذته حماس. أما رائد سعد، فتتهمه إسرائيل بأنه أحد مهندسي هجوم 7 تشرين الأول 2023، وقد قُتل في غارة جوية إسرائيلية في 13 كانون الأول 2025.
وفي سياق متصل، أكدت حركة حماس رسميًا مقتل القائد العسكري محمد السنوار خلال الحرب، كما نعت كتائب القسام محمد شبانة (أبو عمر)، والقائد العسكري حكم العيسى، ورائد سعد (أبو معاذ) قائد ركن التصنيع في القسام وقائد ركن عملياتها الأسبق.
ويُعد محمد إبراهيم حسن السنوار أحد أبرز القادة العسكريين الفلسطينيين والمطلوبين على قوائم الاغتيال الإسرائيلية. التحق بكتائب القسام عام 1991، وتدرّج في صفوفها حتى أصبح عضوًا في "هيئة الأركان"، وتولّى قيادة "لواء خان يونس" عام 2005. وارتبط اسمه بالتخطيط لعملية "الوهم المتبدد" التي نُفذت فجر 25 حزيران 2006 وأسفرت عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وُلد السنوار في 16 أيلول 1975 في مخيم خان يونس، ونشأ في ظروف قاسية تحت الاحتلال، وتأثر مبكرًا بشقيقه الأكبر يحيى السنوار. وعاش حياة شديدة السرية بعد نجاته من محاولات اغتيال عدة، وقلّ ظهوره العلني لسنوات طويلة. وبعد اغتيال شقيقه يحيى، برز محمد السنوار بوصفه قائدًا فعليًا للذراع العسكرية في غزة، وقاد جهودًا لإعادة تنظيم وبناء القدرات القتالية، وفق تقارير صحافية.
