أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الإثنين، أن أوكرانيا نفذت ما وصفه بـ"هجوم إرهابي" باستخدام طائرات مسيّرة استهدف مقر إقامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقاطعة نوفغورود.
وأشار لافروف إلى أن منظومات الدفاع الجوي الروسية تمكنت من تدمير جميع الطائرات المسيّرة التي هاجمت مقر الرئاسة. وفي السياق نفسه، أفادت وكالة تاس نقلًا عن لافروف بأن موسكو حددت هدف وتوقيت الهجوم الروسي المضاد عقب محاولة استهداف مقر إقامة بوتين، لافتًا إلى أن روسيا ستغيّر على هذا الأساس موقفها في المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.
في المقابل، نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتهامات الروسية بشأن استهداف مقر إقامة بوتين، واصفًا إياها بـ"الأكاذيب". وقال إن موسكو تسعى إلى تقويض التقدم المحرز في المحادثات الأوكرانية–الأميركية، متهمًا روسيا باستخدام التصعيدين الإعلامي والعسكري للضغط على مسار التفاوض.
كما حذّر زيلينسكي من أن روسيا تُحضّر لتنفيذ ضربات تستهدف مباني حكومية في العاصمة كييف، داعيًا الولايات المتحدة إلى التحرك إزاء ما وصفه بالتهديدات الروسية، واتخاذ موقف واضح لردع أي تصعيد محتمل.
وتبقى مواقف روسيا وأوكرانيا متباعدة بشكل كبير بشأن القضايا المتعلقة بالتنازل عن الأراضي، ما يحول دون التوصل إلى اتفاق سلام، رغم تسجيل تقدم في ملف الضمانات الأمنية لكييف خلال المحادثات التي جرت بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني زيلينسكي.
وفي هذا الإطار، أثار قرار ترامب إجراء محادثات مع زيلينسكي في فلوريدا أمس الأحد آمالًا بإحراز تقدم، ولو جزئي، نحو إنهاء الصراع الذي يُعد الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وتسيطر روسيا حاليًا على نحو خمس أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمّتها عام 2014، فيما تطالب بالسيادة على إقليم دونباس الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك، إضافة إلى زابوروجيا وخيرسون، رغم اعتراف المجتمع الدولي بسيادة أوكرانيا على هذه المناطق.
وتطالب موسكو كييف بسحب قواتها من أجزاء من دونيتسك لم تتمكن من السيطرة عليها خلال أربع سنوات من الحرب منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط 2022. في المقابل، تطالب كييف بوقف القتال على طول خطوط المواجهة الحالية، فيما تقترح واشنطن إنشاء منطقة اقتصادية حرة في حال انسحاب القوات الأوكرانية.
وترفض روسيا فكرة وقف إطلاق النار بهدف إجراء استفتاء حول أي تنازلات إقليمية من جانب أوكرانيا. وفي مؤشر على تقدم نسبي، أعلن زيلينسكي أمس الأحد التوصل إلى اتفاق ثنائي بشأن الضمانات الأمنية لكييف، رغم تصريح ترامب بأن هذه الترتيبات باتت جاهزة بنسبة 95 بالمئة فقط.