وعلى الرغم من أن تبايناً أكيداً في وجهتي النظر الأميركية والإسرائيلية من الملفات التي يحملها نتنياهو قد سبق هذه المحادثات، إلاّ أن مصدراً دبلوماسياً مطلعاً، يرى أن تقاطعاً لافتاً يُسجل بين الجانبين حول الملف اللبناني، فيما الإختلاف، وصولاً إلى حد الخلاف، يتركز على ملفات غزة وإيران وسوريا.
ويؤكد المصدر الدبلوماسي ل"ليبانون ديبايت"، أن نتنياهو يسعى لتوظيف زيارته إلى الرئيس ترامب والإجتماع معه، على مستويات عدة، سواء داخلية في إسرائيل أو على الجبهات التي يحرص على إبقائها مفتوحةً في غزة أو في لبنان.
وعلى الضفة اللبنانية، فإن المصدر يرى أنه من المبكر التنبؤ بأي خلاصات، على صعيد عودة شبح الحرب، موضحاً أن التقاطع محسوم في المقاربتين الأميركية والإسرائيلية للملف الرئيسي على الساحة اللبنانية في العام الحالي، كما في العام المقبل، وهو سلاح "حزب الله".
لذلك، فإن نتنياهو يسعى إلى توسيع هوامش حركته العسكرية في لبنان، يضيف المصدر الدبلوماسي المطلع، فيما أن الرئيس الأميركي قد منح الدبلوماسية فرصةً للحلول عبر طرح "تجميد" سلاح الحزب، بالتوازي مع التفاوض ضمن لجنة "الميكانيزم"، من أجل استكمال تطبيق اتفاق وقف النار عبر إنجاز خطة سحب السلاح جنوب الليطاني وانسحاب إسرائيل من المواقع الإستراتيجية التي لا تزال تحتلها في الجنوب.
باختصار، يقول المصدر المطلع، إن الهواجس من أي تصعيد إسرائيلي ستبقى ورقةً يهدّد بها نتنياهو لبنان والحزب في المرحلة المقبلة، خصوصاً وأن الإتجاه الأميركي ينصبّ على تجنّب خيار الحرب بالدرجة الأولى مع إيران، ووضع خطٍ أحمر لنتنياهو لضم أراضٍ في غزة والإنتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، فيما يبدو واضحاً أن الساحة اللبنانية تشكل الحلقة الأضعف وسط هذه التعقيدات.