المحلية

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 30 كانون الأول 2025 - 13:29 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

لبنان على حافة المنطقة العازلة... وبنك أهداف جديد لإسرائيل!

لبنان على حافة المنطقة العازلة... وبنك أهداف جديد لإسرائيل!

"ليبانون ديبايت"

في ظل تصاعد الحشود العسكرية الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، وبالتزامن مع اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تتزايد التحليلات حول المرحلة المقبلة التي قد يواجهها لبنان، ولا سيما على الصعيدين الأمني والسياسي. وفي هذا السياق، يقدّم المحلل الاستراتيجي العميد تقي الدين التنير قراءة تشاؤمية–تحذيرية، عبر "ليبانون ديبايت"، مبنية على معطيات يعتبرها واقعية، حول احتمالات التصعيد، وحدود التسويات المطروحة، وأهداف الضغوط الأميركية–الإسرائيلية في المنطقة.

يؤكد العميد التنير أنه لا يزال عند توقعه السابق بشأن مستقبل الوضع في لبنان، مشيراً إلى أنه استشفّ من حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن نحو 90 في المئة من فرضية إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان، مقابل عدم سحب سلاح حزب الله، باتت مرجّحة للتحقق. ويستند في هذا الاستنتاج إلى توصيف ترامب لتصرف حزب الله بـ”السيئ”، واعتباره أداء الحكومة اللبنانية “ضعيفاً”، وكأن في ذلك تبريراً مسبقاً لأي تحرك إسرائيلي محتمل.


أما في ما يتعلّق بالحشود الإسرائيلية على الحدود مع لبنان، فيرى العميد التنير أنها ليست أمراً مستجداً، إذ إن هذا الوجود العسكري قائم منذ فترة، وقد قامت إسرائيل بتشكيل وحدات وفرق خاصة للتدخل السريع في حال طرأ أي تطور على الجبهة الشمالية للأراضي المحتلة.


ويتوقع التنير أن تقدم إسرائيل في المستقبل القريب على تنفيذ ضربات صاعقة ومركّزة ضد مواقع محددة داخل لبنان، استناداً إلى معلومات استخبارية حصلت عليها، سواء عبر عملاء على الأرض، أو من خلال التطور التقني الذي برز خلال الحرب الأخيرة، أو عبر تعاون استخباري مع أجهزة دولية، ولا سيما الأميركية والبريطانية، التي يعتقد أنها تكرّس جهودها لدعم إسرائيل.


وبرأيه، فإن إسرائيل غير قادرة على تنفيذ عملية عسكرية برية واسعة تشمل تمشيط كل المناطق، نظراً للكلفة العالية بشرياً ومادياً، ما سيدفعها إلى اعتماد أسلوب الضربات الانتقائية القاسية، مستهدفة مواقع باتت معروفة لديها. ويرى أن نتائج هذه الضربات قد تُستغل لفرض واقع أمني جديد، يتمثل في استحداث منطقة عازلة، تكون بديلاً عن الطرح المتداول حول “استيعاب سلاح المقاومة” أو تجميعه.


ويعتبر العميد التنير أن هذه المنطقة العازلة ستكون بمثابة ثمن لتجميد ملف نزع السلاح، إذ سيصبح هذا السلاح، في نظر إسرائيل، فاقداً لأي أهمية أو قدرة تهديد حقيقية.


وفي ما يخص مصلحة حزب الله في تسليم سلاحه، يعترف التنير بأن ذلك لا يصبّ في مصلحة الحزب، معتبراً أن “لا أحد يسلّم رقبته إلى عدوه ليقوم بذبحه”. لكنه في المقابل يرى أن مصلحة لبنان كدولة وشعب تقتضي أن يكون خالياً من السلاح خارج إطار الشرعية، وأن يكون السلاح حصراً بيد دولة قوية وجيش قوي. إلا أنه يأسف لواقع أن القوى الدولية الكبرى لا تريد جيشاً لبنانياً قوياً بالمعنى الذي يمكّنه من مواجهة إسرائيل.


ويحذّر التنير من أن إسرائيل غير مستعدة في المرحلة الراهنة لتوقيع أي اتفاق مع أي دولة عربية، لأن أي اتفاق رسمي قد يقيّدها دولياً في المستقبل. وما يجري اليوم، برأيه، لا يتعدى كونه “وقفاً للأعمال العدائية”، وهو التعبير الذي سخر منه اللبنانيون سابقاً، فيما استمرت إسرائيل بحرية الحركة والاعتداءات.


أما بشأن تصريحات ترامب المتعلقة بإيران، فيعتبر العميد التنير أنها تندرج في إطار ممارسة مزيد من الضغوط على طهران لدفعها إلى استئناف المفاوضات. لكنه لا يستبعد في الوقت نفسه احتمال توجيه ضربة عسكرية في أي لحظة، لا سيما أن نتنياهو قد يستفيد داخلياً من هكذا ضربة مع اقتراب عام 2026، في ظل حساباته الانتخابية، وتزامناً مع اقتراب استحقاق محاسبته في قضايا فساد وفق القوانين الإسرائيلية.


ويشير التنير إلى دراسات حديثة خلصت إلى أن توجيه ضربة إسرائيلية لإيران ليس بالأمر السهل، وأن ردّة الفعل الإيرانية قد لا تكون بالحجم الكبير الذي يتوقعه البعض، حتى مع احتمال حصول إيران على أسلحة من روسيا أو الصين، إذ يرى أن هاتين الدولتين لن تزودا طهران بأسلحة قادرة على تدمير إسرائيل.


وفي خلاصة قراءته، يرى العميد تقي الدين التنير أن لبنان والمنطقة عموماً مرا بمرحلة شديدة الصعوبة، وأن السنة المقبلة قد تكون أصعب، لكنها في الوقت نفسه قد تكون سنة الحلول، مذكّراً بأن مسارات الحلول غالباً ما تسبقها مراحل قاسية ومعقدة.


تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة