ليبانون ديبايت:

تكاد الأمور تنفجر على المستوى الشعبي في الضاحية الجنوبية من جراء الكم الهائل من الإستغلال الذي يقوم به أصحاب المولّدات الكهربائية، الذين يرفعون أسعار "الإشتراك" وفقاً لأهواءهم ودون التقيّد أبداً لا بتسعيرة الوزارة ولا بإنذارات البلدية.

جماعة المولدات الذين يصطلح تسميتهم بـ "مافيا الكهرباء" في ضاحية بيروت الجنوبية، يتحصنون ويتعايشون في حمى بعض الخارجين عن القانون أو "قباضيات" العائلات والعشائر ويقومون عبرهم بـ "مص دماء" الأهالي. حرارة الصيف ورفعها لأسعار "الإشتراك" لم تشفِ غليل وجشع هؤلاء الذين إستمروا بسيناريو رفع الأسعار على الرغم من إنخفاض سعر المازوت وحدة الطلب بعد أفول فصل الصيف، حيث يكاد في بعض مناطق الضاحية يصل سعر الـ5 آمبير إلى مئة دولار أميركي، وفي بعض المناطق إلى 120 ألف ليرة لبنانية، هذا نهيك عن التلاعب بسعر كيلو الكهرباء من المولدات التي تعتمد أسلوب الجباية من خلال "العداد"، حيث يصل السعر في بعض الاحياء إلى 750 ليرة لبنانية للكيلوواط الواحد بينما تسعيرة الدولة هي 250 ليرة لبنانية!

إزاء هذا الوضع والتدخل المستمر للبلديات دون جدوى، وعلى الرغم من الإجتماعات التي عقدت بين أصحاب المولدات من ناحية، وجهات مسؤولة من حزب الله والبلديات من جهة ناخية ثانية بغاية الوصول إلى حل، لم يلتزم "أدمغة المافيات" بكل ما تم التوصل إليه، وهو ما دفع حزب الله إلى إطلاق يد مسؤوليه المحليين الذين أعلنوا الحرب على هذه الظاهرة!

وتعد منطقة برج البراجنة، إحدى المناطق الشعبية في الضاحية الجنوبية مثالاً يحتذى لتلك المواجهة، حيث عمد أحد مسؤولي حزب الله ليل أمس ويدعي "م.ر" إلى إعلان البيان رقم واحد عبر مكبرات الصوت حيث جال في بعض أحياء الرمل العالي معلناً المواجهة مع أحد محتكري الإشتراكات هناك، مقدماً له إنذاراً يعتبر الأخير من أجل تعديل أسعاره وعدم التلاعب لا بها ولا بالتغذية خاصة وأن هناك إشارات تدل على قيامه ببيع كهرباء الدولة للاهالي بذريعة إنقطاع التيّار!

ظاهرة الرمل العالي ليست الوحيدة، إذ تعيش منطقة برج البراجنة ككل نفس الحالة حيث هناك حركة من قبل الأهالي والأحزاب من أجل إجبار أصحاب المولدات على الإنصياع للقانون. وهنا، تلفت مصادر "ليبانون ديبايت" أن "بلدية برج البراجنة عقدت العزم على محاربة تلك الظاهرة مستعينة بأحزاب المنطقة والأهالي بعدما لقيت عدم تجاوب من قبل أصحاب المولدات خاصة بعدما ووجهت بالتهديد بقبضايات العائلات".

بلدية برج البراجنة، وفق معلومات "ليبانون ديبايت" كانت قبل أشهر قد طلبت من أصحاب المولدات إعتماد صيغة "العدادات" والجباية على أساس تسعيرة الدولة، لكن عدداً كبيراً منهم آثر عدم نقل عمله من الإشتراك بالآمبير إلى العداد نظراً لما يحمله ذلك من إنخفاض في عائداته المالية وقرّروا عدم الإلتزام و "غصباً عن البلدية" ما إستفزّها خاصة بعد أن إرتفعت نسب الشكاوى على هؤلاء والتي بدأت تأخذ طابعاً عدائياً ينذر بمواجهة بين الأهالي وأصحاب المولدات.