رغب المالكون بمنزل يعكس طابعاً من الفخامة مسطّراً بأعمال كلاسيكية، فانطلق المهندس جوزف خوري، محققاً مساحات فنية ضمن لعبة هندسية مميزة.

حقّق البناء قيمة فنية من الخارج، وبقي الداخل مفتوحاً بقناطره التي لعبت دور التواصل ما بين الداخل والخارج.

برزت الفيللا متأنقة مع الزجاج الملوّن، وعكست إنارات ملوّنة من الداخل والخارج الذي يزدان بالحجر الأصفر مع القناطر الشرقية. ويتوزع المنزل على أربعة طوابق تحيطه حدائق أجمل أشجارها الزيتون والنخيل.

لعبة فنية مميّزة مزجت الطراز الكلاسيكي مع الريفي فكان الخشب والزجاج الملون مع الحجر ابرز المواد الدافئة في ولادة هذه الهندسة الرائعة.

وتم اختيار الألوان للأثاث ما بين البني والبيج، بينما سمح الزجاج الملون أن تغيب الستائر ويلعب دوراً في تأطير المشهد الخارجي.

ومن باب خشبي مزخرف بفن، يبلغ المرء الردهة الرئيسة للمنزل التي برزت بمساحة رحبة تتسع لأجمل الأعمال وبإطارات مزخرفة في الأعمدة تبلغ أعلى الجدران وصولاً إلى السقف الخشبي حيث مربعات خشبية تتناغم وتصاميم البلاط أرضاً.

يتوزّع في هذا المكان أجمل قطع «الروستيك» الإسبانية ولوحات بأحجام كبيرة تنطق بجمال نادر وتحفة فنية وأعمدة مرخّمة تمّ تعتيقها لتزداد فخامة وحضوراً.

تتوزع أقسام المنزل: قسم الاستقبال، قسم الخدمة، قسم المنامة وباب لمصعد داخلي، قسم حمام الضيوف وباب شبه مخفي يفضي إلى مكتب خاص وقسم سفلي خاص بالديوانية.

انطلقت الصالونات حيث التحفة الحجرية الكبيرة مع الإشارة إلى أن هذا القسم هو الرسمي في هذا المنزل. وتتواصل الصالونات كما غرفة الطعام مع حضور هذه التحفة النادرة والأعمدة لتنقسم إلى جناحين: الصالون الرئيسي وغرفة الطعام. وهما يتجاوران مع جناح آخر لصالونين يشرفان على حديقة.
ويبرز هذا الركن كهمزة وصل ما بين الداخل والخارج تتداخل فيه أخشاب مخططة أفقياً وليتناغم بذلك مع الـ «برغولا» التي تقبع إلى جانبه في الحديقة.

وعبر أحجار مربعة تتداخل فيها حشائش ناعمة تضفي عليها ميزة جمالية مرهفة، يبلغ المرء موقع هذه البرغولا.

قطع إسبانية نثرت أثاثاً رائداً للمنزل مع الصالون الجلدي بطراز شسترفيلد زيّنت المكان.

ويركن في الصالون الرئيسي، طاقم كلاسيكي بطراز انكليزي- نيوكلاسيكي من الجلد والقماش يواجه أعمدة حجرية وجدار خشبي ولوحة حجرية كبيرة للفنان «ليوناردو» وجِرار حمراء كبيرة...

وقد أراد المهندس من خلال هذه الأعمال وروعة الستائر، العمل على إبراز الخشب والحجر والزجاج الملوّن ليتواصل الديكور مع القناطر كمواد هندسية فخمة.

وتمتدّ خزائن خلف جدار خشبي كبير تعمل أبوابها بواسطة السحب وتخفي أيضاً أجهزة للتدفئة.
يقابل هذا الصالون عمود بعرض ملحوظ تتوسطه لوحة كبيرة لإمرأة وآلة دف، يتموضع خلفه ركن غرفة الطعام. ولهذه اللوحة الكبيرة دور ازدواجي بحيث تبرز نهاراً لوحة فنية، تختفي ليلاً عندما تلتف إلى أعلى تاركة مكانها تلفازاً كبيراً من البلازما يبرز بشاشة عملاقة!

وتبرز مرآة إسبانية «أنتيك» بإطار ذهبي تتواصل وطاولة الطعام بطراز «انكليزي -روستيك» ودرسوار صغير.

المطبخ بمساحة رحبة نُفذ بالخشب من طراز «روستيك» ليتناغم مع غرفة الطعام، فبرزت الأسطح الرزين كمادة سهلة للتنظيف مستبعدة بذلك الغرانيت.

وفي القسم الآخر من الصالونات، يبرز طاقم جلدي بطراز شسترفيلد وآخر كلاسيكي، وتتوسط الصالونين طاولة دائرية كبيرة بطراز انكليزي. وتعكس القناطر الملونة والمفتوحة على الحديقة بعضاً من الروح العصرية، وكذلك السقف المشغول بالخشب المخطط، لتحقيق روابط هندسية ما بين الداخل والحديقة بطابعها اللبناني.

واللافت، بين الداخل والخارج، أن القناطر تعكس إلى الداخل لوحات طبيعية رائعة لشجر الزيتون الذي يتوسط واجهاتها الملونة!

وهذه الأعمال الفنية المميزة حققت لوحات طبيعية غيّبت بحضورها اللوحات العادية في هذا الموقع.
وازدانت الأرضية بثلاثة أنواع من الحجر، أبرزها النوع اللبناني وحجر الامبارادور والحجر الأصفر. وافترش المطبخ أرضاً ببلاط «روستيك» ليتكامل عاكساً بمواده روحاً واحدة في المنزل. واحتلّ السجاد العجمي مراكز الضيافة الرئيسة، لكن بألوان عصرية.