Beirut
16°
|
Homepage
تصور لسوريا افتراضية وحل جغرافي واقعي
رفيق خوري | المصدر: الانوار | الاربعاء 17 أيار 2017 - 6:11

محادثات جنيف تبدو كأنها تدور في عالم افتراضي، وان كانت محكومة بما يحدث في العالم الواقعي. وليس الأخذ والرد حول السلال الاربع المتفق على البحث فيها سوى صورة واحدة في مشهد تتعدد وتتزاحم صوره المحلية والاقليمية والدولية على ارض سوريا. فالازمة تجاوزت منذ العسكرة ثنائية نظام ومعارضة الى ساحة صراع جيوسياسي تكاثرت اطرافه. والعسكرة، كما يراها حاليا معارضون، انهت الثورة وقادت الى الاسلحة والتطيف والتطرف وكل ما صار في خانة الارهاب. وهي، وان بقي خطاب النظام على حاله، انهت ايضا سوريا كما نعرفها.

ذلك ان البحث في الدستور وهيئة الحكم والانتخابات النيابية والرئاسية، بصرف النظر عن صعوبة الاتفاق وما يعبر عنه المثل الفرنسي القائل: حلمان في سرير واحد، هو عمليا بحث عن تصور لسوريا افتراضية. فعلى صورة الازمة وتحولاتها في الحرب تكون التسوية. ولا شيء يوحي ان التحولات التي قادت الى وضع معقد جدا مرشحة للتوقف. ولا احد بين اللاعبين الذين اندفعوا الى المسرح وانخرطوا في الحرب مباشرة او بالواسطة يقوم بدور مجاني. كل لاعب لديه حساباته، ويريد ثمنا لدوره وحصة في النفوذ. والعرابون الخارجيون في رأي البروفسور في جامعة ستانفورد جيمس فيرون، لا يحركون آلية للسلام فقط بل يخلقون ايضا آلية تعمل ذاتيا للانسداد والبقاء في المأزق.

والفارق كبير بين النظرة الى مستقبل سوريا من خلال الاوراق التي يتم تداولها في محادثات جنيف وبين النظرة الى ما على خارطة سوريا في الحاضر. فالأرض مقسّمة عمليا. والأدوار، بعضها فرض نفسه وبعضها الآخر ضمن التنسيق مع الكبار. تركيا تسيطر مباشرة مع حلفاء لها على منطقة مهمة شمال سوريا وغرب الفرات. أميركا مع الكرد شرق الفرات. داعش في الرقة وأجزاء من دير الزور وصولا الى البوكمال والأرض العراقية. جبهة النصرة تشارك مجموعات معارضة في مناطق تخفيف التصعيد ولها وجود في مناطق التصعيد. روسيا والنظام وايران وحلفاؤها في سوريا المفيدة. والجنوب السوري موزع بين قوى متعددة. حرب في أمكنة. وتهدئة في أمكنة. شيء من تغيير ديموغرافي. ولا شيء من انتقال ديمقراطي للسلطة.


والسؤال البسيط هو: ماذا نسمي هذا الوضع؟ والأجوبة متعددة. لكن الجواب الشائع هو ترتيب ستاتيكو حتى اشعار آخر. فما أكدته التجارب وان لم يسلّم به الجميع، هو ان الحلّ العسكري الشامل مستحيل. وما أفاد به التعثر المنهجي في محادثات جنيف هو ان الحلّ السياسي الشامل مهمة صعبة. وما قاد اليه الانسداد في أفق الخيار العسكري وافق الخيار السياسي هو نوع من حلّ جغرافي في الواقع. وما من شيء نهائي.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 9 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 10 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
"بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 11 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 12 نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر