"ليبانون ديبايت" - فادي عيد:

يختصر مشهد قافلة تنظيم "داعش" التي غادرت جرود رأس بعلبك والقاع، والمحاصرة بالنار من قبل قوات التحالف الدولي في الأراضي السورية، صورة التوازنات على الساحة السورية، حيث أن سقف أي تحرّك من قبل اللاعبين الإقليميين بات محكوماً بالإتفاق الأميركي ـ الروسي.

وتكشف معلومات ديبلوماسية، أن الصفقة التي أبرمها "حزب الله" والنظام السوري مع تنظيم "داعش" الإرهابي، اصطدمت بالموقف الأميركي الذي يقف في وجه أي تطوّر دراماتيكي في سوريا، وذلك على الرغم من قيادة واشنطن للحرب الدولية على "داعش".

وتشير المعلومات، إلى أن الولايات المتحدة مصمّمة على منع قافلة "داعش" المحاصرة في البادية السورية من الوصول إلى هدفها، وذلك وسط صمت روسي مريب، وغياب أي موقف من قبل اللاعبين الأساسيين على الساحة السورية باستثناء "حزب الله" الذي أعلن موقفه في بيانه يوم أمس الأول.

وتؤكد هذه المعلومات الديبلوماسية، أن الدلالة الرئيسية للحصار الأميركي من خلال الطيران لقافلة "داعش"، هي تراجع دور إيران على المسرح السوري، وذلك لمصلحة الأطراف الدولية، ولا سيما واشنطن وموسكو اللتين باتتا معنيتين بالتسوية المقبلة للصراع في سوريا.

وتشدّد المعلومات نفسها، على أن أي دور للنظام السوري وإيران و"حزب الله"، قد بات محكوماً بسقف الإتفاق الروسي ـ الأميركي في الدرجة الأولى، والذي بات يضع خارطة القوى في الميدان السوري.