"ليبانون ديبايت"

لم يتردد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لدى سؤاله عن أداء وزراء التيار الوطني الحر والمحسوبين على رئيس الجمهورية، بالاجابة وبحزم بأنه غير راض عليهم، ليستدرك ويقول: "لست راضيا على نفسي، فكيف على وزرائنا؟".

يعكس باسيل التعثر الذي يصيب وزراء التيار في الحكومة، فلم يكن هذا الاداء على المستوى الذي يطمح اليه وزير الخارجية، وما زاد "الطين بلة"، المواقف التي يطلقها بعضهم وتحديدا وزير الدفاع يعقوب الصراف و "يحشر" فيها التيار ورئيس الجمهورية على خط تحالفاتهم الداخلية، ما ينعكس سلبا على الشارع "الخصم" ويعطيه مادة دسمة "لمقارعة" التيار في الحكومة وخارجها.

تحرك الوزير جبران باسيل وعقد اجتماعاته الداخلية مع المسؤولين يسألهم عن تغيير وزاري مرتقب بعد التشاور مع الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري، وكان في رأس باسيل الاسم البديل للوزير الصراف، والمقرب كثيرا من رئيس الجمهورية وهو "اسعد درغام".

الرجل والذي شغل مسؤوليات عدة في التيار واهمها في كندا هو اليوم مستشار وزير الخارجية جبران باسيل، وبرز اسمه كمرشح التيار في عكار بعد نيله المركز الاول في الانتخابات التمهيدية التي جرت على مستوى الهيئات في الاقضية، وتربطه صداقة قوية مع الرئيس عون والوزير جبران باسيل الذي بادر الى سؤاله في الفترة الاخيرة اذا كان قادرا على الاستغناء عن كندا حيث يدير شركاته هناك، ويستقر بصورة دائمة في لبنان اذا طلب منه اداء واجب وطني معين.

وفي الاجتماع الاخير الذي جرى بين باسيل والنائبين الان عون وابراهيم كنعان وتحدث خلالها باسيل عن التغيير الوزاري، اشار باسيل الى ان اداء الوزير الصراف ليس على قدر تطلعاتنا وفي بعض الاوقات يحرجنا في مواقفه، والبديل موجود "عكار بعكار، وروم بروم". عبارة باسيل كانت كافية لان يكون ضرغام الاورثوذكسي العكاري بديلا عن الصراف.

ربما "فترت" الاجواء قليلا بعد التطورات الامنية الاخيرة والعملية العسكرية وما رافقها من ملفات شائكة امام العهد الجديد، الا ان اصرار باسيل على تغيير حكومي قريب يعكس رغبة لدى رئيس التيار على مشارف الانتخابات النيابية المقبلة ما قد ينعكس سلبا على القاعدة الشعبية، واطلالة الوزير الصراف الاخيرة مع الزميل جان عزيز دليل واضح على هذا الاداء حيث اثارت بلبلة في صفوف الضباط والقيادة العسكرية لدى مقاربته الملفات التي تخص المؤسسة وتحديدا معركة الجرود الاخيرة.