"ليبانون ديبايت"

أقامَ المحامي فادي بركات المُرشّح عن التيّار الوطنيّ الحرّ لتسلّمِ منصبِ نقيبِ مُحاميّ بيروت، عشاءً فاخراً، لمحاميّ كسروان وجبيل، في تمام السّاعة الثامنة والنصف من مساء 21 أيلول في كازينو لبنان. وألقى كلمةً عقب العشاءِ عرض فيها برنامجهُ الانتخابيّ.

وقد فاحت من هذا العشاء، بحسب أوساطٍ مطّلعة، روائح الاستنسابيّة، والمحسوبيّة وصرف نفوذ، إذ ضمّت دعوةُ العشاءِ ما يُقارب الـ500 مُحام، وقامت إدارة كازينو لبنان بـ"مسايرة" بركات عبر تقديمِ عرضٍ مادّيٍّ يقلّ عن نصفِ الأسعار المتعارفِ عليها في الكازينو، وفاقاً لهذه الأوساط.

وعَلِمَ "ليبانون ديبايت" أنّ هذهِ العروض قدّمها الكازينو لأسبابٍ سياسيّة، على اعتبارِ أنّ رئيس مجلسِ إدارة كازينو لبنان رولان خوري، محسوب سياسيّاً على التيّار الوطنيّ الحرّ، وهو من حصّةِ التّغييرِ والإصلاح في كازينو لبنان.

اقتصرَ المبلغ الذي دفعهُ بركات عن كلِّ مدعوّ على 50,325 ل.ل (من ضمنِهِ الضريبة على القيمة المضافة) عوضاً عن السعر الرسميّ المُتّبع في الكازينو لمثلِ هذا النوع من الدعوات والذي يقدّر بـ118 ألف ل.ل و(من ضمنه الضريبة على القيمة المضافة).

وطرحت الأوساط ذاتها أسئلة عدة، منها "هل يحق لخوري استغلال منصبه لمسايرة بركات وغيره من شخصيات التيار الوطني الحر؟ وبالتالي المشاركة بطريقة غير مباشرة بالتدخل بانتخابات نقابة المحامين المقبلة وضرب مبدأ تكافؤ الفرص؟".

يرد رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان رولان خوري، في حديث لـ"ليبانون ديبايت" على الاتهامات، موضحاً أن العرض المقدم لهذا العشاء جاء ضمن العروض الرسمية التي يقدمها كازينو لبنان، ولم يكن عرضاً خاصاً لبركات ومدعويه.

ومن هذهِ العروض ما يتمُ تطبيقهُ خلالَ الفترةِ الممتدّة من الاثنين إلى الخميس من كلّ أسبوع، تمكّن صاحبُ الدعوةِ من الحصولِ على أحدِ العروضِ الآتية؛ إذا كان عدد المدعوّين أقل من 300 شخص يحصل على عرضِ 30 في المئة من السعرِ الرسميّ، وإذا فاق عدد المدعوّين الـ300 إلى 500 شخص يصبح العرض 40 في المئة، أمّا إذا تجاوز عدد المدعوّين الـ500 شخص يصبحُ العرض بنسبةِ 50 في المئة من السعرِ المتّبع.

ويؤكّد خوري أنّ عدد مدعويّ بركات بلغ 550 شخصاً، ما دعا إدارة الكازينو إلى تقديمِ عرض الـ50 في المئة عن كلّ شخص، مُشدِّداً على أنّه لا وجود لأيّ خلفيّةٍ سياسيّة في الموضوع. وقال "بإمكان كلّ الجمعيّات والشخصيّات الاستفادة منها مهما كانت طبيعة عملها أو انتماءاتها السياسيّة، حتّى المُرشّح المُنافس لبركات في منصبِ النقابة".

علماً أنّ خوري، وفي الاتّصال الأوّل معه، أكّد على أنّ سقف العروضات لا يتجاوز الـ35 في المئة لهذا النّوع من سهراتِ العشاء، ليستدركَ حديثه، لافتاً إلى أنّه سيُعاودُ الاتّصال بعد التأكّد من كاملِ المعلومات.

وفي اتّصالٍ سابقٍ مع كازينو لبنان، بصفتِنا جمعيّة تستوضحُ عن قيمةِ الأسعار لعشاء يشملُ 150 شخصاً، أرسل القسم المعنيّ في هذا الشأن السّعر الرسميّ للشخصِ الواحد بقيمة 118 ألف ل.ل، وعند سؤالِنا عن العروض المقدّمة لهذا العدد، أكّد أنّ العروض يمكن بحثها مع الإدارة حصريّاً.

ويبقى السّؤال، هل هذه العروض بمتناولِ الجميع أم هي حصريّة لصالحِ من يُمكنه التّواصل مباشرةً مع المسؤولينَ في إدارةِ كازينو لبنان؟