Beirut
16°
|
Homepage
بين روما وباريس ... هل نفذ "تريُّث" الرياض؟
فيفيان الخولي | المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 01 كانون الأول 2017 - 0:03

"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي

صدى الصوت من روما ليس كما هو الحال من بيروت باتجاه الرياض، لكن ثقل الكلام الذي صدر عن رئيس الجمهورية ميشال عون عبر صحيفة "La Stampa" الإيطالية، وصل بوضوح إلى المملكة. وقال عون إن "حزب الله حارب إرهابيي داعش في لبنان وخارجه، وعندما تنتهي الحرب ضد الارهاب، سيعود مقاتلوه الى البلاد. ومن الواجب علينا ان ندرك ان حزب الله يشكل قوة مقاومة لبنانية نشأت بوجه الاعتداءات الإسرائيلية، واللبنانيون يعتبرون حزب الله قوة دفاع وليس حزباً إرهابياً".

اعتادت السعودية على "مغامرات" الرئيس التصعيدية والاستفزازية، منذ سنوات، فهي ليست وليدة الشهر الماضي، وهي مكبّلة للردّ عليه، بشكل شخصي، لغاية تشرين الأول 2022، وفق مصادر دبلوماسية لـ"ليبانون ديبايت".


لكن ما قاله رئيس الحكومة سعد الحريري لصحيفة "Paris Match"، "علينا أن نميز. لحزب الله دور سياسي في لبنان، لديه أسلحة لكنه لا يستخدمها على الأراضي اللبنانية"، وإن اعتبر أنه حاليا لا يستعمله في الداخل ومشكلة الحزب مع الخارج، إلّا أنه بدا وكأنه يتلو بيان الفُراق عن السعودية هذه المرة، من بيروت، بتوقيع حزب الله.

تتوالى الصفعات للسعودية من أهل البيت وخارجه، وعلى الرغم من أنّ بعض المعطيات تشير إلى أنّ ما يحصل على الساحة اللبنانية يجري بالتنسيق مع السعودية، باعتبارها مُطِلق شرارة الأزمة، يؤكد دبلوماسيون لـ"ليبانون ديبايت" أنّ المملكة اليوم تضع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري خصوصاً ولبنان عموماً تحت المجهر، مترقبة النتيجة النهائية للعبة القائمة.

لم تكن الرياض بانتظار استباق عون البيان الوزاري الذي سيعلنه الحريري الأسبوع المقبل، ليؤكد أن الأخير باقٍ لقيادة البلاد، كما أن التحركات اللبنانية الأخيرة، خير دليل على أن هذا هو الحلّ النهائي التي توصّلت إليه الأطراف اللبنانية بدعم إقليمي، على الرغم من أن الحريري لا يزال يمسك العصا من وسطها بالقول "أوّد أن أبقى رئيساً للوزراء وسأستقيل إذا لم يقبل حزب الله تغيير الوضع".

لن تتريّث المملكة طويلاً، إذ تدرك أن تعويم الحكومة لغاية شهر أيار 2018 عبر تسويات بديهية قدّمها حزب الله عنوانها "النأي بالنفس" غير كافية، متوقعة خرق هذا الشعار المطاطي في أية لحظة. كما أن استراتيجية الصمت التي تعتمدها، حالياً، مرسومة الحدود، وفقاً للمصادر ذاتها، إذ حرّكت المملكة "اللوبي السعودي" في واشنطن، لتسريع عجلة العقوبات على إيران وحزب الله، عناصر وكيانات، فضلاً عن الموقف العلني المرتقب الذي تشير بعض الأوساط إلى أنه قد يقلب الموازين أو العكس، أي بانتظار طبق اقتصادي سياسي يُطبخ على نار هادئة يكون طعمه أكثر حدية.

صحيح أن دور وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان انتهى، كما ودّع القائم بأعمال المملكة في لبنان وليد البخاري البلد، ليُسلّم السفير السعودي لدى لبنان وليد اليعقوبي ذمام الأمور، لكن تؤكد مصادر مطلعة على التغيرات السعودية أنّ دور الأخير، المقرّب من قادة 14 آذار، سيرسم وجهاً آخر لدبلوماسية الرياض، استناداً إلى ما ستنتجه عودة الحريري إلى الحكومة.

هذا الكلام يؤكده المحلل السياسي الياس الزغبي في حديثه لـ"ليبانون ديبايت"، مشيراً إلى أنّ السعودية التي انكفأت ايجاباً عن الملف اللبناني، في الأسبوعين الأخيرين، لا تتخذ موقفاً متقدماً عن اللبنانيين أنفسهم، متوقعاً انتفاضة شعبية ضد أي خلل بنيوي على صعيد التسوية التي تتحدث عن "النأي بالنفس" فعلاً لا قولاً.

ويلفت إلى أن المملكة ستهب لمساندة المنتفضين الفعليين ضد هذا الانحراف الخطير، باعتبار أنّ لبنان بكل أطرافه يغطي المشكلة الأساسية ألّا وهي حزب الله، ولن يكون أحد بعد ذلك نائيا بنفسه.

ويعتبر أن الرياض اليوم تدرس مدى جدية الأطراف الأخرى في معالجة سبب الأزمة الكامن بتدخل حزب الله في الخارج، ونظراً للاتجاه القائم حالياً بعد تصريحي رئيس الجمهورية والحكومة، نحو الأكثر سلبية ضد الموقف العربي العام، تتسلح المملكة بموقف عربي شامل من خلال الجامعة العربية، بانتظار التحرّك.

وفي ما خصّ التصريحين، يرى الزغبي أنّ موقف عون ليس جديداً بل مستغرباً، إذ يأتي في لحظة يتم وضع تسوية جديدة، وكأنه يبلغ الجميع أنّ التسوية هي نفسها البائدة، ولن يخرج بذلك لبنان من مأزقه نحو الاستقرار، ولا حل قاطع، كما وعد الرئيس. أمّا كلام الحريري يحمل الكثير من الشكوك، وفقاً للمحلل، فإن الأخير حتى ولو كان يقصد أن الحزب لا يستخدم سلاحه في الداخل، الآن، فهو بعيد بذلك عن الواقع ولو كان تمويهاً، باعتبار أنّ الحزب لا يشهر سلاحه، بل يضغط من خلاله لتحقيق ما يريده سياسياً، ويمكنه تحريك عناصره ساعة يشاء.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر