Beirut
16°
|
Homepage
صاروخ اليمن يُسقط سقف "النأي بالنفس"
فيفيان الخولي | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 21 كانون الأول 2017 - 8:03

"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي

أصبحت جميع الأطراف اللبنانية اليوم منغمسة بالملف اليمني، وتوليه اهتماماً أكثر من السوري، الأقرب جغرافياً، وكأنّ أهداف الخطة الإيرانية السعودية تُأتى ثمارها من دون جهد، لتزيد الأمور تعقيداً على الساحة اللبنانية، في الوقت الذي تنأى فيه بعبدا بنفسها عمّا يجري، معتمدة سياسة غضّ الطرف، باعتبار أنّ الأولوية تكمن في إطالة عمر العهد.

يريد لبنان جرّ نفسه نحو الصراع، ترفض الأطراف المتناحرة الاستسلام للأمر الواقع الذي فرضته تسوية 2016، فاختارت الحرب اليمنية للمواجهة، وهو ما يصبّ لصالح كل من الرياض وطهران اللتين تعملان على ابعاد الحرب المباشرة في ما بينهما ونقلها إلى ساحة أخرى، ولا يوجد أفضل من اللبنانية لتحقيق ذلك، حيث ذراع ايران العسكرية (حزب الله) موجودة وحلفاء السعودية جاهزون، ويجوز الرحمة، في هذا الانقسام، على قرار "النأي بالنفس".


صاروخ الحوثيين نحو قصر اليمامة جنوب الرياض، منذ يومين، صدّه التحالف العربي، فتناثرت شظاياه في لبنان. تأهّبت الأطراف والأحزاب السياسية للردّ بين مُندّد ومستنكر لضرب المملكة وبين إدانة للإصرار السعودي على مواصلة العدوان على اليمن، ما يشير إلى أنّ الرياض سلّمت المهمة إلى مَن يتضامن معها لبنانياً، ولم تعد المسألة تخص رئيس الحكومة سعد الحريري وحده، في حين تتمسّك إيران بحزب الله وحلفائه، ما يؤزم الوضع الداخلي ويستهلك من رصيد العهد.

يجيّر طرفا الصراع الإيراني السعودي دوراً للأطراف اللبنانية أكبر من حجمها، في ما يخص حلّ معضلة النأي بالنفس، لأن أفرقاء الداخل، لا سيما حزب الله، أصبح جزء لا يتجزأ من منظومة إيران. كما أن العلاقة بين بيروت وطهران لم يتم تحديدها بشكل يحمي هذا النأي، ولم تنقطع العلاقة الاستراتيجية والعسكرية بين طهران والحزب، وهنا المعضلة الأساسية التي يحاول البعض التخفي خلفها، وفقاً للمحلل السياسي سامي نادر.

وفي ما يخصّ السعودية، فإن العلاقة تغيّرت مع الحريري، لكنها ليست عدائية، لذلك أصبح للمملكة أكثر من طرف مُدافع، بحسب نادر، الذي يرى أنّ وجود لبنان اليوم داخل الصراع يعود إلى عدم وضع آليات انفصال عن الشأن السعودي الإيراني، بغض النظر عن الجهة المحقّة، لذلك يجب على لبنان اتباع السياسة الخارجية التي تنطلق أولاً من مصلحة مواطنيه، والمصالح الاقتصادية، والتفرُّغ فعلاً لمتطلبات هذا البلد.

"النأي بالنفس" لم يعد مُلزماً، وغير ضروري التطرق إليه في ظلّ التصعيد القائم، والحديث عن حسم موازين القوى لصالح أحد طرفي الصراع الخارجي، الأمر الذي يؤدي إلى تفلُّت الأمور في الداخل اللبناني، إذ تؤكد مصادر دبلوماسية لـ"ليبانون ديبايت" أن صاروخ الحوثيين على الرياض يشكل بداية نهايتهم، وقد اتخذ قرارا كبيرا بغطاء أميركي للتخلص من هذه الحالة. وهو ما يتوافق مع حديث نادر الذي يشير إلى أن مرحلة الانفتاح على إيران التي كانت سائدة في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما انتهت.

ويعطي دليلا على ذلك موقف الطرف الألماني الذي تماهى مع طهران لتأمين مصالحه الاقتصادية والاستراتيجية، وحتى أنه قام بدور أساسي في انجاز الاتفاق النووي، بات اليوم يعبّر عن قلقه حيال نفوذ إيران وحزب الله في المنطقة. هذا الموقف الجديد يشير إلى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أوضح من خلاله للجميع أنه لا يجب التمييز اليوم بين دور إيران الاستراتيجي أو النووي، بل يجب رؤية إيران بعين واحدة، أي تعاظم نفوذها، لذلك يتوجب على لبنان قراءة هذه التغييرات، وتحييد نفسه عما يحصل.

أما السعودية، فهي بموقع الدفاع، وتعمل على استعمال كل الوسائل لردع الخطر عنها، وبينها قرارات أممية تجيز لها حق الردّ. وهذا الرد، وفقاً للمحلل ذاته، قد يتجسد بعقوبات على المصالح الإيرانية ما يعني حزب الله، الأمر الذي يدفع إيران إلى تبديل سياستها وفقاً لمصالحها الداخلية والخارجية.


انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 9 مع ارتفاع درجة الحرارة... نمر يوضح امكانية "حدوث هزّات أرضية"! 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 10 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 11 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 7 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 3
إهتمام قطري بآل الحريري 12 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 8 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر