"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

على الرغم من مواقفه الجريئة في الكثير من الملفّات والمواضيع وطريقته الخاصّة في التعبير عنها، يبقى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط من أكثر السياسيّين استيعاباً للتناقضات، وقُرباً من غالبيّة القوى والاحزاب السياسيّة، التي يحرص على ابقاء خطوط التواصل مفتوحة معها من خلال اتباعه النهج المُعتدل.

الزعيم الدرزي صاحب الباع الطويل في السياسة، والمُحافظ على الارث الجنبلاطي الذي سينتقل الى نجله تيمور، لُقّب في الأزمات الماضية ببيضة القبّان، و"حلّال المشاكل" الذي يلجأ اليه المُتخاصمون، تماماً كما يحصل اليوم، اذ تعجّ دارة جنبلاط في كليمنصو بالزوّار، وأبرزهم الآتين من بيت الوسط، واللقلوق.

مساء الثلاثاء، استقبل جنبلاط وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل وزوجته شانتال ميشال عون بحضور نجله تيمور والسّيدة نورا جنبلاط، وجرى البحث في التطوّرات السياسيّة الراهنة، والتأكيد على "ضرورة تمتين العلاقة الثنائيّة بين الحزبين والتعاون لمُعالجة وحلّ مواضيع عالقة من اجل مصلحة الوطن. وفي اليوم التالي، وبعد اللقاء السياسي الودي الصريح مع باسيل بحسب وصف جنبلاط، استقبل رئيس اللقاء الديمقراطي مساء الاربعاء رئيس الحكومة سعد الحريري يُرافقه مدير مكتبه نادر الحريري بحضور نجله تيمور والنائب وائل أبو فاعور، وتمّ عرض لآخر الأحداث والتطورات السياسيّة في لبنان والمنطقة.

مصادر "اللقاء الديمقراطي"، أكّدت لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ "جنبلاط حريص على استمرار النهج الوسطي الذي يسلك طريقه دائماً، والذي أثبت نجاحه خلال الازمات والظروف التي مرّ بها لبنان، وكذلك الحفاظ على العلاقة الجيّدة مع جميع الاطراف السياسيّة لما في ذلك من مصلحة لبنان والاستقرار الداخلي".

وشدّدت المصادر على أنّ "المطلوب اليوم، حماية الواقع اللبنانيّ بعيداً عن التجاذبات والخلافات والمحاور الخارجيّة، وتحصين السلم الأهليّ، خصوصاً مع اقتراب الاستحقاق الاهم على الساحة السياسيّة الداخليّة، الا وهو الانتخابات النيابيّة التي تتطلّب ظروفا هادئة واستقرارا امنيّا، وشفافيّة الى اقصى الحدود لنجاح العمليّة الديمقراطيّة بعد فترات التمديد الطويلة".

ولفتت الى أنّ "هاجس جنبلاط يتمثّل في كيفيّة حماية الاقتصاد المحلّي، فهو الدّاعم الاساس لاستمرار الوطن وتطوّره وحلّ الأزمات التي أرهقت الشعب اللبنانيّ، والعمل على عدم تأثّر القطاعين الاقتصادي والمالي بالخريطة الاقليميّة وأزمات المنطقة، من خلال قناعته بوجوب تأمين شبكة أمان داخليّ قد تنعكس حتماً على الشّأن الانتخابيّ من خلال ائتلاف شامل، لم تكتمل صورته بعد".

وأكدت المصادر ذاتها أنّ "دور جنبلاط ليس مرحليّاً أو ظرفيّاً، وغير مرتبط بقضيّة واحدة أو ملفّ مُعيّن، فهو موجود في كلّ الأوقات والظروف، ويراقب الوضع عن كثب، ويتدخّل كلّما دفعت الحاجة الى حصول هكذا خطوة، ومن المؤكّد أن يلعب أدواراً في الايّام المُقبلة كما سابقاً لأنّه حريص على وحدة الصفّ اللبنانيّ وتقريب المسافات بين القوى السياسيّة خصوصاً بعدما أثبتت التجارب أنّ لبنان لا يقوم الا بوحدة شعبه وأطرافه".