"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

ينشط رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في سباقه الخاص مع الوقت، لقطع الطريق على أي عودة لعقارب الساعة إلى الوراء على مستوى الإستقرار السياسي في العلاقات بين الرؤساء الثلاثة بسبب أزمة مرسوم الأقليات للضباط في الجيش اللبناني، وعلم أن اتصالات تجري بعيداً عن الأضواء، وبمبادرة من النائب جنبلاط، بين قصر بعبدا وعين التينة، بغية تقريب وجهات النظر وتقصير المسافات بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي يرفض التراجع، وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يصرّ على تطبيق الدستور واحترام الميثاقية. وتحدّثت معلومات متابعة، عن أن النائب جنبلاط كلف النائب وائل أبو فاعور، الذي كان قد سبق وأن قام بعدة زيارات إلى عين التينة أخيراً،بالمشاركة في المساعي الجارية لتقريب وجهات النظر بعد سقوط كل الوساطات السابقة.

وكشفت المعلومات نفسها، أن رئيس الأركان في الجيش العميد حاتم ملاك، المقرّب من زعيم المختارة، يقوم باتصالات من موقعه العسكري باعتبار أنه على بيّنة من الأمور المطروحة، ويملك معطيات تسمح بتسهيل التسوية وإنهاء الأزمة .

وفي سياق آخر، يستكمل النائب جنبلاط استكمل مساره التشاوري مع رئيس الحكومة سعد الحريري في هذا الاطار اضافة الى التواصل مع الوزير جبران باسيل، في سياق دينامية سياسية ينشط رئيس "الديموقراطي" على اتباعها منذ شهور وتسارعت منذ الأزمة الحكومية الأخيرة، وهي تركّز على استعادة المختارة لدورها الوسطي السابق عندما كان زعيمها ومن خلال أدائه السياسي ك"بيضة القبّان"، لكنه فقد هذا الدور منذ التسوية الرئاسية الأخيرة وبعد اهتزاز علاقته بالرئيس الحريري وصولاً إلى عدة تطوّرات جعلته بعيداً عن لعب أي دور محوري كما كان يحصل في مراحل مفصلية كثيرة.

ووفق مصادر نيابية قريبة من المختارة، فإن النائب جنبلاط قد نجح في استعادة هذا الدور بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية، وذلك قبل أزمة استقالة الرئيس الحريري وما تبعها من حراك لبناني وطني داخلي وخارجي وأدى إلى مناخ عام إيجابي وتوافقي على المستوى الداخلي. وأشارت إلى أن الحراك السياسي الجنبلاطي يركّز، وبشكل متساوٍ، على تمتين العلاقة مع كل القوى التي كانت على خلاف معه في السابق وبشكل خاص "التيار الوطني الحر"، والتي بدأت تأخذ منحى إيجابياً على خط بعبدا - المختارة. وأضافت أن النائب جنبلاط، يشيد في مجالسه الخاصة بحكمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ولا يغفل إبداء الإعجاب بأداء رئيس الجمهورية أثناء إدارة أزمة رئيس الحكومة، وصولاً إلى اللقاء العائلي والإجتماعي مع وزير الخارجية، وهو ما يعتبر مقدّمة لعلاقات سياسية ويمهّد لمرحلة جديدة من التعاون في أكثر من مجال.