"ليبانون ديبايت" - نهلا ناصر الدين

بدأت القوى السياسية اللبنانية بالعد العكسي للمعركة الانتخابية في أيار المقبل، ويبدو أن وضع النقاط على حروف التحالفات ستنطلق ورشته الأوسع مع بداية العام.

ومن التحالفات التي باتت شبه محسومة حتى اليوم تحالف أساسي يمكن تسميته بتحالف "الأعدقاء" أعداء الماضي أصدقاء الحاضر، والقوة الانتخابية الضاربة في المستقبل الانتخابي القريب.

فالإبراء المستحيل في الأمس، تحول اليوم إلى إبراء انتخابي غير مستحيل، بل تحالف غير عقيم له أن يحصد أغلبية المقاعد النيابية في دوائر انتخابية شتى.

والتحالف بين المستقبل والتيار الوطني الحر أصبح تحصيل حاصل بعد أزمة الاستقالة وموقف رئيس الجمهورية ميشال عون الداعم لرئيس الحكومة سعد الحريري في أزمته الاخيرة.

فكل العوائق التي كانت تحول دون حصول تحالف انتخابي غير مسبوق بين الطرفين بدأت بالسقوط بعد التسوية الرئاسية التي جاءت بعون رئيسا للجمهورية وبالحريري رئيسا للحكومة، وصولاً إلى أزمة الاستقالة التي اقتلعت هذه العوائق من جذورها.

كما أن تصاريح عدة صدرت عن نواب "المستقبل" جاءت لتكون بمثابة اعتراف صريح بتطوير التحالف السياسي مع التيار الوطني الحر إلى تحالف انتخابي في كل المناطق.

فبأي دوائر سيشكل هذا التحالف قوة انتخابية؟
يرى الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين في حديث لـ"ليبانون ديبايت" أن هناك دوائر ست سيكون لتحالف تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، في حال حصل، تأثير انتخابي قوي فيها. ويؤكد أن هناك أكثر من خمسة أشهر تفصلنا عن موعد الانتخابات، والتحالفات لا تُحسم نهائيا إلا قبل 40 يوماً من الانتخابات أي يوم تشكيل اللوائح الانتخابية.

وإذا لم يطرأ شيء جديد من الآن حتى ذلك الوقت يمكن أن يكون التياران في تحالف واحد، تحالف سيكون له تأثيره في دوائر عدة، وهي كما يعددها شمس الدين:

-دائرة الشمال الأولى (عكار)
-دائرة الشمال الثالثة (بشري، البترون، زغرتا، والكورة)، وهنا وإن كان حضور المستقبل قليل يتمثل بسُنة زغرتا والكورة وبعض المسيحيين، فهو حاسم نسبة لتحالفه، ولهذه الدائرة أهمية بالغة بالنسبة للتيار الوطني الحر لأن فيها يترشح الوزير جبران باسيل.
-دائرة الشوف وعاليه، وفي هذه الدائرة نرى تأثير للتيارين ولكن لا ننسى التأثير القوي للحزب التقدمي الاشتراكي وأين ستصب تحالفاته.
-دائرة زحلة
-دائرة صيدا جزين
-والدائرة السادسة والأخيرة البقاع الغربي ــ راشيا

ويصف شمس الدين هذه الدوائر بالأساسية التي ستبرز نتائج تحالف التيارين كون الطرفان موجودان ولديهما حضور وازن، يمكّنهما في حال التحالف من حصد أغلبية المقاعد في هذه الدوائر.

ورداً على سؤال حول أي من التيارين يفيد الآخر في هذه الدوائر، يلفت شمس الدين إلى أن تيار المستقبل في أغلبية هذه الدوائر هو من يفيد التيار الوطني الحر، وعلى سبيل المثال حسم الحضور المستقبلي في دائرة الشمال الثالثة رغم أقليته. وفي صيدا وجزين وزحلة هو أيضا من يفيد الوطني الحر.

ويوضح أنه يقصد هنا تيار المستقبل بحجمه الحالي القوي، لا سيما بعد أزمة الرئيس الحريري الأخيرة ولكن لا نعرف حجمه كيف سيكون بعد خمسة أشهر. إلا أن التيار الوطني الحر في المتن وكسروان وجبيل وبيروت الأولى غير محتاج للتحالف مع تيار المستقبل.

وعن أهمية التحالفات، يقول شمس الدين، خلافاً للمتعارف عليه بأن النسبية تمنح كل طرف حجمه الحقيقي إن "القانون يحدد 20 في المئة من نتيجة الانتخابات، وشخصية المرشحين تحدد 20 في المئة، والتحالفات تحدد 60 في المئة من نتائج الانتخابات".