"ليبانون ديبايت"

رست بورصة اللوائح في بيروت الثانية على ثمانية، بينهم لائحة "المعارضة البيروتية" التي تضم الى صفوفها المجتمع المدني، مدعومة سياسيا من اللواء أشرف ريفي بعد تخلي نبيل الحلبي عنها وإعلان دعمه للائحة تيار المستقبل.

تحت راية المجتمع المدني، تحدّثت المرشحة عن المقعد الدرزي على اللائحة، الاعلامية والاستاذة الجامعية زينة منصور لـ"ليبانون ديبايت" معتبرة ان "الحياة السياسية اللبنانية تشهد حالة من التفكك ومن انهيار لدور الأحزاب، وانعدام الثقة بين الشعب والطبقة السياسية شكّل أزمة استدعت حركة اجتماعية مدنية سميت بالمجتمع المدني، وقررت خوض المعركة الانتخابية".

لكن في ظل الانسحابات التي توالت، واللوائح التي لم تكتمل والتحالفات السياسية المعقّدة التي شهدتها الدورة الحالية للانتخابات النيابية، ضاعت هوية المجتمع المدني وانجرف البعض مع الصبغات الحزبية. في هذا السياق، تعترف منصور أن المجتمع المدني يتخبط كما الطبقة السياسية، وعلى الرغم من محاولته تجاوز حالة انقسام الأحزاب التاريخية لم يتمكن من النجاح في كل الدوائر. تعثّر في أماكن وفشل فشلا ذريعا في أماكن أخرى، ولكنّه في المقابل أبدع.

وتعيد السبب في ذلك الى "نرجسية البعض، وانعدام الرؤية والكفاءة الحقيقية في مواقع القيادة جرّاء سوء اختيار الأشخاص، ما أنتج حالة من الضياع بين أفراد المجتمع المدني عجزت عن الصمود في وجه الأحزاب التقليدية".

يتأمّل لبنانيون عدة خيرا من المجتمع المدني، ليس لأن جميع عناصره يستحق ذلك بل لأنه صوت التغيير الفعلي، بعد معاناة مع الطبقة السائدة، وفقاً لها، داعية الناخبين "الى تحكيم الضمير والتمييز بين الانتهازيين وبين من يحمل مشاريع حقيقية ودرسه والاستماع الى خطابه وبرنامجه الانتخابي ولغته التي تختلف عن تلك التقليدية، وطرحه السياسي الجديد، بالإضافة إلى قدراته الفكرية والسياسية". وأملت ان تكون هذه التجربة خطوة ايجابية للمجتمع المدني على ان يتحضّر بعد 4 سنوات لخوض الاستحقاق النيابي بتماسك وترابط للتمكن من الصمود بوجه الصعوبات.

أما عن دور المرأة في المشاركة بالحياة السياسية، أكدت انه يجب اعطاء المرأة الفرصة لإثبات نفسها بعد اخراجها على مدى 73 عاما من الحياة السياسية الفعلية، لأن عدم مشاركتها أدى الى تأخّر مرتبة لبنان من حيث الحفاظ على القيم والعائلة وحقوق الانسان وكرامته.

وأشارت الاعلامية الى ان حال البلد أشعرت كل اعلامي بواجبه للترشّح الى الانتخابات كونه أكثر من شارك المواطن بمعاناته، وحثّه اندفاعه الى خوض هذه التجربة لما تكوّن لديه من هاجس وطني ومحبة لبلده. "وأتمنى ان يضم المجلس أكبر عدد من الاعلاميين بتاريخ لبنان".

وعرضت منصور أبرز النقاط التي جاءت في برنامجها الانتخابي وأهمها العمل على تغيير الذهنية الطائفية والفساد، معتبرة ان هذا الموضوع أشبه بحلم الّا انها ستعمل على تحقيقه عبر تحسين مستوى التربية والتعليم واعطاء المدارس والجامعات الرسمية ما تستحقه. وأضافت أن "تركيزي على الشق الصحي وضمان الشيخوخة، والاستشفاء المجاني، فضلاً عن ضرورة التعامل مع كافة الخبرات لاستقطاب مستثمرين وايجاد فرص عمل لشبابنا. وطبعا لدينا خطط لمعالجة النفايات عبر المطامر الفرعية، واعتماد الفرز من المصدر، لأنه حلّنا التحرر من كوكتيل الزبالة والتمثّل بالدول الأجنبية".

ولفتت الى ضرورة فصل السلطات الذي هو أساس بناء الدول، والمباشرة باحترام الدستور وتطبيقه. وشددت على أهمية استقلالية القضاء بعيدا عن تدخل السلطة السياسية فيه، لأن مجلس القضاء الأعلى يجب ان يكون مستقل تماما عن المحسوبية الزعماتية. أضف إلى تفعيل هيئات الرقابة، "عيب ان يصل الدين العام الى 90 مليار دولار، والآتي أعظم لأن استمرار مزاريب الهدر السائدة حرام"، على حد تعبيرها.