Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
"التيار القوي" وحصان طروادة
فيفيان الخولي
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الخميس
05
نيسان
2018
-
0:01
"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي
عوض أن يخوض التيار الوطني الحر الانتخابات النيابية على أساس تحالفات متينة، اختار المنافسة تبعاً لتحالفات هجينة تجمع الأضداد وتؤجج الصراع داخل لوائحه، وفقاً لاستراتيجية "فرّق تسد". هذا المصطلح الذي يهدف إلى تشتيت قوة الخصم استخدمه رئيس "الوطني الحرّ" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لتشتيت قوة الحلفاء، وأسفر عن استنفار داخلي بين المرشحين على اللائحة الواحدة. واكبته أخبار غير مسبوقة بحجمها عن عمليات شراء الأصوات بما يساهم في تشويه ديمقراطية الانتخابات من خلال تشويه صورة وسمعة المرشّح والناخب على حدّ سواء.
سياسة "فرّق تسد" وإن كانت تكتيكاً عسكرياً أثبتت فعاليتها، إلا أن استخدامها سياسياً أتت بنتيجة "لحس المبرد"، فأصبح نهج المرشحين يتركّز على استمالة الصوت التفضيلي بدل العمل على رفد اللائحة بأصوات ترفع الحاصل الانتخابي وتساهم في إيصال العدد الأكبر من اللائحة. فلا تجانس أو هدفاً سياسياً مشتركاً يجمع المرشحين خصوصاً أن ترشيح المنضوين في "الوطني الحر" جاء ثانوياً وهامشياً ولم يُراعِ الأصول الحزبية في اختيار الأوفياء المؤسسين للتيار، ما خلق تباعداً مع القواعد الشعبية بسبب ما سمّوه الولاء من طرف واحد.
يستغرب مراقبون مرونة التيار الوطني الحر في الدوران حول المواقف وقولبتها كما يشاء من دون أن ينتظر مساءلة أو يخشى محاسبة، بل ويزايد على الآخرين في الكلام عن الثوابت والنضال.
في هذا السياق، يذكّر أحد المراقبين بالإبراء المستحيل الذي تحوّل إلى إطراء، ثم الانتقال من انتقاد "فليحكم الأخوان" إلى مساعدة الأخوان ليحكموا. وأخيراً، إعلان لائحة "ضمانة الجبل" برئاسة النائب وزير المهجرين طلال إرسلان، ومن دارته، فيما انتقد التيار إعلان لوائح التحالف الاشتراكي ــ القواتي، معتبراً أنها ذميّة وتثير سخط الشارع المسيحي. علماً أن إطلاق لائحة التحالف في بعبدا بين القوات والاشتراكي من العبادية التي تشكّل نقطة التقاء بين الطرفين.
وأنهى المراقب كلامه بالقول إن التيار الوطني الحر يراكم التقلبات في المواقف مغامراً بما تبقى له من مصداقية ليس في صفوف المناصرين فحسب، بل في صلب صفوف التيار.
"التيار القوي" كان قوياً برمزية العماد ميشال عون وشخصيته الذي واجه خصومه على أرض المعركة ولم يأتِ بهم إلى داخل البيت كما يحصل اليوم. كما أنه واجه حلفاءه وفرض عليهم التنازل عن نواب كانت الثنائية الشيعية تساهم في إيصالهم إلى الندوة النيابية.
في هذا الإطار، يطرح أحد القياديين السابقين إشكالية نجاح المعارضين التاريخيين لعون في اختراق قيادة التيار بعد فشل اختراق قواعده التي أثبتت ولاءها ووفاءها في أسوأ الظروف، وكان جزاؤها الاستبعاد في أفضلها.
يضيف أن الرئيس القوي لا يمكن أن يرهن ولايته بتيار قوي ولا أن يراهن عليه لنجاح العهد. فالعماد عون اجتاز رحلته إلى بعبدا حاملاً شعار "الرئيس التوفيقي"، خصوصاً أن ما جمعته الانتخابات ستفرّقه النظرة السياسية الاقتصادية والإنمائية، ولا شيء يوحي بأن الفائزين على لوائح التيار الوطني الحر سيكونون من ضمن التكتل النيابي، والعواطف الجياشة التي يُظهرها المرشحون على لوائح التيار اليوم زائفة وزائلة وأول من يُدرك أنه لا يمكن التعويل عليها هو الرئيس نفسه.
يوجه هذا القيادي التهنئة للمعارضين الشرسين للتيار والمرشحين اليوم على لوائحه من عكار حيث يتنافس جيمي جبور وأسعد ضرغام، إلى الجماعة الإسلامية في صيدا مروراً بزغرتا مع ميشال معوض وبيروت الأولى حيث نقولا شماس سيحصد أصواتاً من حصة نقولا الصحناوي. وفي كسروان، يتقدّم نعمة افرام على شامل روكز، وصولاً إلى زحلة مع أسعد نكد وميشال ضاهر اللذان تخطت أرقامهما مرشح التيار سليم عون. أما في المتن، الصراع على أشده بين الأجنحة العونية وبينها وبين سركيس سركيس.
هؤلاء وغيرهم، بعدما فشلوا في العامين 2005 و2009 في كسر التيار القوي، نجحوا في العام 2018 باعتماد خديعة "حصان طروادة".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا