Beirut
16°
|
Homepage
عندما يتعرّى الناخب أمام المرشّح
فيفيان الخولي | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 26 نيسان 2018 - 0:01

"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي

في جولة خاطفة على بعض المناطق اللبنانية، يبدو المشهد مغايراً لما يتم تداوله عن بقية الأقضية التي تنتشر فيها عدوى الرشى والضغوط التي يتعرض لها الناخبون، عبر حجز الهويات، والابتزاز، وغيرها الكثير من الأساليب من قبل الماكينات الانتخابية والقائمين على عملية اقناع المواطنين بمرشح معيّن، وتحديداً لإعطاء الصوت التفضيلي.

اللافت في المشهد الأوّل، تبادُل الأدوار بين الناخب والمرشح، إذ في الوقت الذي تشير فيه أوساط معنيّة بمراقبة التحركات الانتخابية في بعض الدوائر، على سبيل المثال لا الحصر (زحلة، بيروت الأولى والثانية، بعلبك الهرمل، طرابلس)، إلى أنّ مسؤولين يضعون الناخب تحت ضغوط وتهديدات، مستخدمين شتى أنواع الديكتاتورية الانتخابية للاقتراع لمرشحهم الخاص، يقصد ناخبون بملء إرادتهم هؤلاء المسؤولين ويضعون في تصرفهم أوراقهم الثبوتية وكل ما يلزمهم وحجزها، مقابل تلبية خدمة وبعض المال لإعطاء الصوت.


تؤكد مصادر "ليبانون ديبايت" في المتن الشمالي أنّ عدد الأوراق الثبوتية في أدراج أحد المكاتب التي تدير حملات انتخابية لبعض المرشحين وصل إلى حوالي 80 هويّة تعود لمواطنين متنيين، قدّموها بأنفسهم من دون أي ضغوط.

وتوضح أنّ هؤلاء المواطنين قصدوا المكتب وطلبوا من القيّمين حجز بطاقاتهم لصالح مرشح معيّن مقابل مبلغ مادي، أو خدمة اجتماعية، أو وظيفة رسمية، لافتة إلى أنّ الأسلوب مستغرب، إذ لم يسبق أن قام مواطنون بهذه الخطوة سابقاً.

تصف هذه المصادر المشهد بالمؤسف، "هؤلاء الناس معتّرين، ما في مين يطلّع فيهم"، معتبرة أنّ هذه المشكلة موجودة في أكثر من منطقة، لأنّ سياسيي البلد فقّروا الناس لاستغلالهم، بانتظار هذا اليوم الذي يرون فيه الناخب يزحف باتجاههم طالباً أبسط حقوقه.

لم يخطئ مَن عمّم هذا المشهد على أكثر من منطقة، إذ تشهد دائرة بيروت الثانية عملية زحف من نوع آخر. يقول أحد القيمين على صفحة أحد المرشحين البيروتيين إن الرسائل الالكترونية التي تصلهم يومياً لا تخلو من عبارات الرجاء والتمني، والاستعداد إلى تلبية كل ما يريده المرشح مقابل خدمة تلزم المواطنين (أصحاب الرسائل).

ويضيف أنه تلقّى في إحدى مئات الرسائل طلباً مفاده أن ابن إحدى العائلات (رافضاً إعطاء الأسماء)، طلب مبلغاً من المال، وإن لم يكن ذلك ممكناً، إدخال والده إلى المستشفى لتلقي العلاج، واضعاً رقم هاتفه، ومحدداً عدد أفراد عائلته، باعتبار أنّ أصواتهم ستصبّ لصالح المرشح.

في عكار، لم يخلُ مكتب أحد المرشحين من هؤلاء الناس "المعترين"، يروي أحد العكاريين أن امرأة عجوز قصدت مرشحاً معروفاً بخدماته في المنطقة، سمعها تقول له "يرضى عليك مش طالبي منك غير هالخدمة، وكلنا بأمرك".

هذه المشاهد الاستفزازية يعيدها أحد السياسيين المستقلين القدماء، إلى استراتيجية السياسيين اللبنانيين، منذ عقود، إذ عوّدوا الناس على ألا يمكن تأمين أو تنفيذ أي من حقوق الشعب من دون تقديم الطاعة والولاء لهم، ما جعل بعض المناطق تعيش الحرمان والفقر، بغية استرضاء هؤلاء السياسيين الذين اعتادوا اذلال الناس.

في المقابل، اعتاد المواطن على هذا الوضع ولم ينتفض على الرغم من الثورة المدنية القائمة اليوم في الانتخابات النيابية، متسائلاً، "هل شاهدتم مواطناً قصد مرشحاً مدنياً مثلاً؟".

لكن الرجل السياسي على الرغم من لومه لحال المدنيين الذين تشرذموا في ما بينهم، يضع المسؤولية على الشعب الذي يرضى بالذلّ من دون التحرّك حتى لو كلّف الشعب عشرات السنين من المناضلة، وصولاً لإطاحة هذه الوجوه التقليدية.

وما يزيد الأمر تعقيداً، موجة المتموّلين المرشحين للاستحقاق النيابي، الأمر الذي يدفع المواطن إلى الزحف نحو أصحاب رؤوس الأموال لتلبية خدماتهم، بدلاً من ممارسة الضغط على هؤلاء لإعطائهم حقهم.

ينهي السياسي كلامه بالقول، "عندما يتوقف الناخب عن خلع كرامته متعرياً أمام المرشح، ويدرك أنّ حقه بالعيش ليس منّة من سياسي اقطاعي متموّل، عندها حدثيني عن وطن".

تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 9 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 10 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 11 نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب! 12 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 8 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر