Beirut
16°
|
Homepage
لماذا صعّدَ نصرالله؟
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 03 أيار 2018 - 0:20

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

خيّبَ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله ظنّ كثر من المراهنين بنزوله على أرض بعلبك - الهرمل تنفيذاً لوعدٍ سابق قطعه، لكنّه لم يخيّب ظنّ من آمن بمحوريّة معركة الدائرة بالنسبة للضاحية بعدما ثَبُتَ أنّها تأخذ أبعاداً تتجاوز الاعتبارات الداخليّة بأشواط.

خرج السيّد من وعده بأقل أضرار ممكنة بعدما وضعَ الحجّة في جِلباب شيوخ العشائر وكبار القوم، الذين لم يهّن عليهم نزوله إلى الميدان لحث الناخبين على الاقتراع شخصيّاً، فبادلوه الوعود والوفاء بالاقتراع لخيار المقاومة دون الحاجة إلى تعريض نفسهِ للخطر، كما أشار شخصيّاً.


ثمّة ظنٌّ راسخ لدى متابعين إنتخابيين، من أنّ السيّد نصرلله حقّق من وعده ما أرادَ تحقيقه، أي تحفيز البقاعيين على الاقتراع بمسؤولية وزخم، فترجم ذلك عبرَ تلقّيه رسائل من مناصرين يؤكّدون على خياراتهم، ومن المشهد الذي طغى على إحتفاليّة عين بورضاي أمس الأول، وما سبقها وما تخللها على وسائل التواصل، في مشهد عكسَ حضور حزب الله الذي لم يتغيّر أو يتبدّل رغمَ ملاحظات القاعدة وإعتراضاتها.

يُسجّل أن حزب الله تعاملَ مع ملف بعلبك – الهرمل وتصاعُد الاعتراضات الأهليّة بواقعيّة، تماماً كتعاملهِ مع أرقام الاقتراع الشيعي بصفتها "أصواتاً ثمينة سياسياً" تؤسّس لرد فعل على فعل مشكوك بأمره ووقته.

ويُسجّل له أنّه أجرى تعديلاً على خطابه السياسي وقدّمَ وعوداً من أجل توسيع إطار الإنماء وتحفيزه مستفيداً من مصداقيّة صاحب الوعد. عرض جردة حساب عن واقع المنطقة قبل وبعد 1992، وعرض أيضاً للهجمة من قبل بعض اللوائح، ما يوضح أن الهدف منها لا يرتَبط بأمور إنمائيّة بقدر ما يتّصل بأجندات سياسيّة، ما أفضى بالنتيجة إلى إزالة الغبار والتشويش على مواقف حشود لا بأس به.

دون أدنى شك، قدّمت بعض اللوائح الخصمة خدمات جليلة إلى حزب الله من أجل إثبات وجهة نظره القائلة بصبغ معركة بعلبك - الهرمل بسيناريوهات خارجة عن المألوف، على سبيل المثال إرتباط إحدى اللوائح عضوياً بتيّار المستقبل والقوّات اللبنانيّة وهما لا يخفيان أن معركتهما في الدائرة قائمة على ركائز سياسيّة.

أكثر من ذلك، قدّم رئيس لائحة "الكرامة والانماء" المرشّح يحيى شمص أقدر خدمة لحزب الله حينَ وضع إحتمال إنضمامهِ إلى كتّلة المستقبل في حال فوزه ممكناً، وهو كلامٌ كان يحتاجه أفراد الطبقة الرماديّة، أي أولئك المؤيدين للمقاومة والمعترضين على الترشيحات، من أجل تحديد خياراتهم في 6 أيّار.

هؤلاء عاتبون على حزب الله ودوره في الملفّات الإنمائيّة، فكانوا يبحثون عن لوائح تتراعى وأفكارهم، حتّى أن قسماً منهم، وجدَ بلائحة شمص –بصرف النظر عن تحالفها- سبيلاً للتعبير عن رأيه لكون رئيسها جاهرَ بعدم خصومته مع المقاومة.. وهذا القسم، وفق مصادر تُحسب على المعارضة البعلبَكيّة، عدلَ عن خياره بعدما سَمِعَ من شمص ما سمع!

موقف شمص لا يستغربه مصدر متابع في بعلبك – الهرمل، الذي يقرّ بأنّه منذ اليوم الأول لدخول المعركة الانتخابيّة على رزنامة البقاعيين، لم تكن هُناك منافسة بين لائحة معارضة ولائحة سلّطة، بل كان الصراع يجري بين أركان السلطة أنفسهم على عناوين سياسيّة محض، وكان واضحاً أنّ المعركة محصورة في مقعدين هما السني والماروني، ولم نكن في وارد الصراع على المقعد الشيعي بحكم القدرات التجييريّة للثنائي، لكن بعد حين، إتضحَ أن الجهات السياسيّة الداعمة للائحة الإعتراض الأقوى، لديها حسابات أبعد من ذلك، تقوم على الاختراق على مستوى المقعد الشيعي لتقديم صورة ظاهريّة بأن حزب الله ضَغُفَ في داره.

ويعتبر المصدر أن "خسارة حزب الله للمقعدين السني والماروني لا تعتبر خسارة، بل الخسارة الحقيقية تكمن بذهاب مقعداً شيعياً من عقر الدار، وهو أمر أشبه بثقب يتعرّض له خزان ممتلئ بالمياه".

ثمّة أقاويل يجري تداولها على مستويات واسعة في بعلبك - الهرمل حول مفاضلة القوّات والمستقبل الانتخابيّة. بطبيعة الحال، لدى معراب هدف ظاهر هو إيصال مرشحها أنطوان حبشي إلى ساحة النجمة، وهي سلّحتهُ بصليات إنتخابيّة مجهّزة بالصوت التفضيلي المناسب، علماً أن أوساطتها تتحدّث عن "فائض في هذه الاصوات" قد تجيّرها إلى مرشحين آخرين.

وإستناداً على نفس الأقاويل، يظهر أنّ لعبة المستقبل تأخذ في حساباتها أبعاداً أخرى لا ترتبط بسحب المقعد السُنّي من فم حزب الله فحسب، بل يعشعش في بالها توجّه بتسديد ضربة لحزب الله بسلاح شيعي لكن بذخيرة مختلفة، تُسهم في تثبيت نظريّة تراجع حضور الحزب في بيئته بُغية تجنيدها كأساس لخطاب سياسي سيطغى على المرحلة القادمة.

ويُسرّب من جهات قريبة من قوى الإعتراض، أنّ تيّار المستقبل عمّمَ على مناصريه في القرى السُنّية، تحديداً عرسال، تفضيل المرشّح يحيى شمص على حساب مرشّح التيّار الصريح، بكر الحجيري، إعتقاداً منها بأن شمص يمتلك حيثيّة شيعيّة وازنة لكنها لا تُمكّنه من الفوز، لذا يحتاج لرفدهِ بأصوات سُنّية تدعم إمكانية إختراقه على المقعد الشيعي السادس، الذي تراه ماكينة المستقبل ممكناً في حال إتُبِعَ هذا التكتيك.

تأسيساً على ذلك، رفعَ أمين عام حزب الله من حدّة خطابه في عين بورضاي واضعاً هذه المرّة المقعد الشيعي في كفّة الاولويات لا المقاعد الأخرى فقط، داعياً لحمايتهِ بكثافة التصويت.

ويتوقّع خبراء إنتخابيون أن حزب الله لا يسعى ليسَ فقط لرفع نِسبة الإقتراح إلى حدود 68% بلّ في عقله إيصالها إلى ما يفوق الـ70% على إعتبار أنّ وضع الرقم الأكبر يوصل إلى الرقم الأصغر منه، وعليه قد نصل بحاصل يلامس مستوى 22000-23000 ما سيصعّب مهمّة المعترضين على تحقيق أهدافهم.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 9 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
"إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 10 مع ارتفاع درجة الحرارة... نمر يوضح امكانية "حدوث هزّات أرضية"! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 11 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 7 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 3
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 12 عن الشهيد "حيدر"... حزب الله ينشر فيديو بِعنوان "يستبشرون" 8 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر