من يحجب السيادية عن القوات؟

Beirut

16°

Coming
Soon

فيفيان الخولي

المصدر: ليبانون ديبايت

الاربعاء 04 تموز 2018 - 0:01

توصيات بمنع حقائب سيادية عن حزب القوات اللبنانية

من ضمن هذه الوزارات الدفاع والخارجية

التيار الوطني الحرّ رمى الطابة بملعب حزب الله على أنه المعارض

حزب الله يؤكد ألا فيتو لديه ضد أي فريق والقرار لدى الرئيس

القوات يتوافق مع حزب الله وسط إصراره على أن العقدة مسيحية

"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي

تنتقل المعضلة من عدد الحقائب المحقّة لحزب القوات اللبنانية إلى نوعيتها في الحكومة المقبلة، ما يشير إلى أن العقدة ليست الوزارات أكثر منها الحزب بحد ذاته. هي الرسالة التي لا يمر يوم إلا ويتطرق إليها الإعلام، بإيعاز من فريق، علّها تصل إلى الجهة المعنيّة، مفادها أنه لا يجب تثبيت أقدام القوات في الدولة، كعنصر أساسي فعّال، كمّاً أو نوعاً، في ظلّ الحديث هذه المرّة عن وزارة الدفاع التي تثير حساسية الجيش اللبناني وحزب الله في حال تسلّمها القوات، وفقاً لما يروّج إليه البعض.

الجميع يدرك حرص الرئاسة والتيار الوطني الحرّ على إرضاء الحليف الاستراتيجي حزب الله، لكن ذلك لا يعني أن يرمي هذا الفريق الكرة في ملعب الأخير ليتزرّع باعتراضه على تسلُّم القوات هذه الحقيبة السيادية، إذ قالها رئيس البرلمان نبيه بري، منذ فترة، ألا فيتو من الثنائي الشيعي على توزير القوات، مكتفياً بتوافق الأخير والتيار على عملية التوزيع.

ومنذ اللحظة الأولى وصلت إشارات من الثنائي الشيعي ألا مشكلة على تولي القوات حقيبة سيادية، والمواقف التي أطلقها الحزب هذه الفترة في ما يخص معالجة الملفات الداخلية تختلف عن الخطابات في حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري الأولى في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، وفقاً لمصدر قواتي.

ومن الواضح أن المسألة لا تتعلق بحزب الله والثنائية الشيعية، بل تنحصر بين القوات ورئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل. وبالتالي، من غير المقبول رمي مسائل من هذا النوع على قوى سياسية أخرى تحت عنوان قديم له علاقة بموقف الحزب من القوات، بحسب المصدر ذاته. مع الأخذ بعين الاعتبار أن حزب الله لم يبدّل موقفه من القوات استراتيجياً ولا الأخير فعل ذلك. لكن الأداء الوزاري الأخير برهن أن كل طرف منهما يلتزم بممارسة مهامه ضمن الأطر السياسية والوطنية.

إذاً، المشكلة ليست مع حزب الله، بحسب المصدر القواتي، بل هي عقدة مسيحية بامتياز يقتضي حلّها خلال اللقاء المرتقب بين رئيسي حزب القوات سمير جعجع والوطني الحر جبران باسيل، مع تمني رئاسة الجمهورية حلّ هذه العقدة وقريباً، انطلاقاً من أن لكل طرف وجهة نظر ولا يجب على أية جهة تبنّي موقف الأخرى.

ويرى أن إعطاء وزارة سيادية، بمعزل عن نوعيتها، يعني بشكل أساسي أن هذا الفريق أحد المكونات الهامة في السلطة وبناء الدولة اللبنانية. وما حصل خلال الانتخابات النيابية وبعدها هدف إلى تحجيم القوات لا اعطاءه حقه. ومن البديهي على الساحة المسيحية اليوم، تقاسُم المواقع داخل الحكومة، موضحاً أن القوات لا يتمسك بحقيبة بالزائد وأخرى بالناقص حتى لا يضع شروطاً قبل انطلاق المفاوضات. لكنه في الوقت عينه يتمسك بنتائج الانتخابات لأنها أمانة الشعب ويجب تجسيدها كمّاً ونوعاً.

ويعتبر المصدر أن موقف الجيش المعارض لإعطاء حقيبة الدفاع للقوات عار عن الصحة، باعتبار أن القوات منذ العام 2005 لغاية اليوم، يضع ضمن أولياته تقوية الجيش ودعمه، ويعمل في هذا الاتجاه، لأنه لا يمكن بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية إلا من خلال الجيش اللبناني الذي يجب تعزيزه.

على الجهة الأخرى، تؤكد مصادر مقربة من حزب الله أن الأخير سُئل عبر قنوات اتصال غير مباشرة من قبل رئيس الحكومة المكلّف ما إذا كان لديه اعتراض على تسلُّم القوات حقيبة سيادية، من دون التطرّق إلى الدفاع، وجاء الجواب أنه ضد عزل أي فريق، أمّا الحقيبة السيادية هي من شأن موقع الرئاسة. وتوضح أنّ مطالبة حزب الله بحقائب للمؤيدين له يعني انفتاحه على الجميع، مشيرة إلى أن القوات لديه حيثية أظهرتها نتائج الانتخابات النيابية، وله الحق بحصة وزارية.

وقد يكون لحزب الله موقف معيّن في ما يخصّ الدفاع والخارجية المتعلقتين بالسياسات الاستراتيجية والدفاعية للبنان، والتي لها علاقة مباشرة بوضع حزب الله، سواء بالاستراتيجية الدفاعية، أو العلاقة المباشرة الميدانية، في ظلّ التباين القائم بين الحزبين حول هذا الموضوع تحديداً، بحسب هذه المصادر، التي لفتت إلى ضرورة توافق هذا الموقع مع الرئاسة أيضاً.

ولم تنكر هذه المصادر أن حزب الله يفضّل وزيراً يتوافق معه، لأن مهام هذه الوزارة تتعلّق بملفات تخصّه، لكنه في الوقت عينه لا يعارض تسلُّم القوات، كما لا يمكنه منعه من الحصول على حقائب، خصوصاً إذا اتفق مع الفريق العوني.

انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا