Beirut
16°
|
Homepage
إما الحسم وإما المواجهة!
عبدالله قمح | السبت 01 أيلول 2018 - 1:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

اليوم أوّل أيلول. في الرزنامة، صار أيلول يعني الاستحقاقات التي قطعت والوعود التي لوّح فيها وربطت به. هو الشهر الذي رُهِن استخراج حكومة من جلبابه. يبدو بالاستناد إلى ما يُحكى الآن، أنّ ذيله بالحكومة مبلول، أمّا وإذا كان غير ذلك، فذيله مبلولٌ باستحقاقاتٍ أخرى، ربط البعض نفسه بها، أو راهن بعض آخر على حصولها فيه.

رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ألزم نفسه (يقال إن فريقه ألزمه) بقطع موعد في بداية ايلول كي يأخذ موقفاً بات ضروريّاً لدفع تشكيل الحكومة إلى الامام، وإلزام الرئيس المكلّف بشيء ما. حزب الله تناوب مسؤولوه على التحدث أمام مقرّبين منهم منذ بدء لعبة التأليف، بأنّ التشكيل قطع موعداً له في أيلول. التيّار الوطنيّ الحرّ وإن سعى إلى غير ذلك، لكنه يدرك مع عين التينة احتمال أن تنشأ الحكومة في الخريف.


وعليه، يجمع الكلّ على أنّ أيلول بات مفترق طرق أمام قرارات كبرى. ففي حال صدقت النوايا يحمل حكومة، وإن لا، فمتوقّع أن تشدّد حبال التعطيل، وهذه الاخيرة سينسحب عنها حكماً موجات تردّديّة ليست بالسهلة، قد تحمل معها عواصف وتبدّل مناخات سياسيّة ثقيلة، يسعى البعض جاهداً لأبعادها. وبالارتكاز إلى ما قد قطع وما يُرتَسم، يصبح استيلاد حكومة في هذا الشهر أمراً ضرورياًّ.

ثمّة اجتهاد يطغى الحديث عنه في مجالس خاصة، حول أن ما يحصل اليوم كان متوقعاً قدومه بعد تكليف الرئيس سعد الحريري، وإن الكل حضّروا أنفسهم لـ "أيلول"، ما يعني أن الكل لديهم أسلحة لـ "أيلول" سيجري الكشف عنها تباعاً.

هذا ما أوحت به الساعات الماضية التي جرى فيها ضخ كمية كبيرة من الايجابيات، بدأت من على باب قصر بعبدا عن لسان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي نقل عن الرئاسة موعد "يومين حاسمين"، استتبع ذلك بحراك نشط بين بيت الوسط - عين التينة - كليمنصو - معراب، وعلى ذلك، سمح للبعض استساغة 48 ساعة حاسمة رُبِطَ مصير أيلول كله بها، فإما حسم أو لا حسم فمواجهة!

يقال إن الضخ الايجابي وفق الشكل الذي يأتي به، يدلّ أن الفصل الاخير من المعركة قد دنا. بعض آخر يوحي أن لف الموعد الجديد بتحذيرات ينم عن مساعي لوضع مسؤوليّات وتحمّل تبيعات. وهو ما كان محل توافق من قبل مصدر وزاري قال لـ "ليبانون ديبايت": "حتى الآن لم يسجّل أي خرق استثنائي. والموضوع برمته مرتبط بمواعيد مفترضة في نهاية الاسبوع، وإن لم يجرِ التوصّل إلى نتيجة يعني اننا أمام فترة ركود طويلة".

لغاية الساعة قال البطريرك الماروني كلمته ومشى، ولم يحصل بعد ذلك أي تواصل مباشر أو غير مباشر، لا بينه وبين الرئيس عون ولا مع المكلف، في وقتٍ لم يسجّل تدوين موعد لزيارة للحريري على جدول لقاءات قصر بعبدا، ولم يضرب الرئيس بري تصريحاً ايجابياً، ما يفسر على أن المسودّة التي يُحكى عن انها ستكون "رشيقة" لم يجرِ الانتهاء من صوغها بعد.

جلّ ما يسرّب عن مصادر مواكبة لأجواء التأليف، يتموضع في أنّ "الرئيس المكلف يخوض بحث متقدّم يقوم على فكفكة العقد وتقديم عروض على أمل فضّها باتفاق على تلزيم، مع التفاتها إلى أمر مهم، أنّ العقد الموجودة، وإن يجري الايحاء بانها منفصلة، لكن المباحثات تثبت أنها مترابطة، بحيث أنّ الكلّ ينتظر حصول اتفاق على واحدة ما قد يسحبه إلى غيرها".

إشارة أخرى تنذر أن أيلول يضرب مواعيد رئيسيّة يمكن قراءة بعضها من خلال زيارة بعض النواب السُنّة المنتخبين من خارج عباءة تيّار المستقبل إلى دمشق، ردّدت أوساط مخاصمة للعاصمة السوريّة أنها جاءت من أجل اطفاء مزيد من العرقلة على التشكيل، وممارسة وابل آخر من الضغوطات على الرئيس المكلف، لكن مصادر معنية أدق، ربطت الزيارة بسعي يقوم به هؤلاء للضغط على الحلفاء المؤثرين على عملية التأليف وليس على غيرهم.

ثمة جو لدى مقرّبين من حزب الله توحي بأن الحزب على استعداد لإشاحة نظره عن مطالب الرئيس المكلف، وأنّه سيتركه يختار النوّاب السُنّة إذا ما ضرب موعداً محدداً للتشكيل. هذا الاعتقاد يقوم على أن تقديم إغراءات للحريري قد تدفعه إلى الطلب من السعوديّة افساح المجال أمامه للتشكيل، ما قد ينتج عن ذلك مواجهة سياسيّة مع المملكة من جراء تضارب المصالح بين الجهتين، كما حصل تماماً خلال الفترة الاولى من ابرام وتطبيق التسوية الرئاسيّة، تنسحب على الواقع الحكومي، وهو مدار تفكير استراتيجي لدى الحزب.

ويبدو أنّ هذا الامر لم يسرِ على بعض الحلفاء الذي يبدون اعتقاداً أنّ الحزب "يمرر" كثيراً للرئيس المكلف، وهو ما عاكسته الأوساط المتابعة لمواقف الضاحية، التي اشارت "إلى أنّ الحزب يتدخل بحدود معينة من أجل دوزنة المواقف، ولا يدخل في التفاصيل".

وبالاستناد الى رأيها، تقول إنّ موقف حزب الله "عقلاني"، بحيث أنه وقف حائلاً أمام اتخاذ قرار بسحب التكليف من الحريري، بعدما وجد أن اللجوء إلى مجلس النوّاب لنزع التكليف أمر غير وارد وليس دستورياً بغياب دعمه من أي مادة، كذلك بدا غير محبّذ لمسألة طرح فكرة حكومة الأكثريّة، لإدراكه التام أنها لن تكون ذي فائدة تذكر، وستخلق جواً مشحوناً لن يطال بفشله سوى العهد ومن معه.

لذا سرى اعتقاد لديه أن يجري تعميم "ضبط الاعصاب" قطعاً للطريق على من يراهن على استفزاز "فريق العهد" وسط اعتقاد ساد في أنّ المدى الاقصى لتحمّل الفريق الآخر هو بداية الخريف أي ما بين شهري أيلول وتشرين الأول.

تقاطع ذلك مع معلومات متواترة متتالية توفّرت لدى الضاحية حول قرب انتهاء فترة السماح التي قَبلت بها بعض الدول الغربية المؤثرة "بشكل مشروط" لتأخير التأليف. وفي اعتقادها بات لزاماً على الرئيس المكلّف إنهاء دوّامة الفراغ درءً للمصاعب وتأميناً للوعود الدوليّة..

على هذه القاعدة يمكن استخلاص أسباب لصق القرارات المصيريّة بالتشكيل في أيلول حصراً.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر