ليبانون ديبايت - هيلدا المعدراني

اثار اعلان تسليم منظومة صواريخ أس - 300 الروسية الصنع الى النظام السوري مؤخرا، مخاوف جدية لدى مراقبين مختصين بمتابعة شؤون التسلح تتعلق بالسلامة الجوية للطائرات المدنية التي ما زالت تحلق فوق الاجواء السورية، اذ رأى مسؤول جهاز امني محلي ان الملاحة الجوية في المنطقة اصبحت بخطر شديد، وخاصة طيران الخطوط الجوية اللبنانية التابعة للميدل ايست، والتي ما زالت تسيّر رحلاتها فوق الاجواء السورية كممر باتجاه دول الخليج العربي.

وبحسب المسؤول الامني فإن طائرات الميدل ايست اللبنانية المدنية ستكون حكما عرضة للاستهداف عن طريق الخطأ منذ اقلاعها من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وذلك بسبب المدى البعيد لمنظومة صواريخ أس - 300، والتي يصل مداها الى 250 كلم ، ففي حال اغارة الطيران الحربي الاسرائيلي واطلاق صواريخ أرض - جو أس - 300، الموضوعة في حال تأهب قرب دمشق مثلا، فان الطائرة الحربية الاسرائيلية التي تستطيع المناورة والافلات بواسطة اجهزة التشويش الحديثة المزودة بها، سوف تجعل من الصاروخ التائه ان يبحث عن اقرب هدف جوي حراري متحرك كي يصطدم به ويسقطه، وبذلك فان الطائرات المدنية البطيئة وذات المحركات الضخمة والتي تحلق على علو 10 الاف كلم فقط، ستكون هدفا بديلا سهلا لتلك الصواريخ في حال تحليقها ضمن مدى 250 كلم.

اضافة الى ان اسرائيل افادت اليوم على لسان احد مسؤوليها ان طائرات الشبح المقاتلة الإسرائيلية (اف 35) التي زودتها بها الولايات المتحدة، منذ اكثر من عام قادرة على التغلب على نظام أس - 300 الصاروخي الذي حصلت عليه سوريا مؤخراً ومن الممكن تدميره على الأرض، ما يعزز فرضية تفلّت طائراتها من الخطر واصابة اهداف اخرى.

وعن صواريخ أس - 300 التي يصل مداها الى 250 كلم وتصيب اهدافا حتى علو 47كلم ، فانه من الممكن وبحسب مصادر عسكرية عليمة ان تسقط بصدفة قاتلة طائرة مدنية محلقة على ارتفاع عادي، كما حصل في اوكرانيا في العام 2014 عندما سقطت طائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية التي كانت تقوم برحلة من امستردام الى كوالالمبور، والتي استهدفت بصاروخ ارض- جو، وتمكنت حينها طائرة مقاتلة روسية من الافلات ليصيب الصاروخ الطائرة المنكوبة، وذهب ضحيتها 298 راكبا، ليحمّل على اثرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كييف مسؤولية تحطم الطائرة واصفا الحادث بمأساة الرهيبة.

هل ستتحرك السلطات اللبنانية وادارة طيران الشرق الاوسط للعمل سريعا على الغاء خط رحلات الميدل ايست فوق الاجواء السورية، ام سننتظر وقوع الكارثة كما هي العادة لاتخاذ القرارات بعد فوات الاوان؟!