Beirut
16°
|
Homepage
محمود جبارين بكلِّ ما أوتي "مِن ضريح"
روني الفا | الاحد 07 تشرين الأول 2018 - 23:52

ليبانون ديبايت - روني ألفا

ليتني كنتُ في حضرةِ الضريح.بعضُ الأضرِحة أغلى من قصورٍ منيفة .وسطَ تكبيرِ المقاومين كادَت أمُّ محمود جبارين تكفكفُ دمعَ ابنها.كلُّ الأضرحة محكمةُ الإغلاق إلا ضريحُ الأمِّ.طهرُ الأم يخرجُ دائماً من مسامِ الرخامِ الأبيض.

ثلاثونَ سنةً من الإعتقال.قضبانُ زنازين الإحتلال تستَهيبُ أصابِعَ معتقليها.ثلاثونَ سنةً تكاد تقفزُ من الضريح من أجلِ ضمّةٍ أو قبلة.


فلسطين متوّجة بالأضرِحة.مسوّرةٌ بجثامين الأمّهات.صلّت أمُّ محمود كثيراً.سجَدتْ وفِي قلبِها أمنيةٌ:أن تخجلَ الزنزانةُ من قفلِها.أقفلَت أمُّ محمود جبارين عينَيها.نعاسُها الأخيرُ أيقظَ شعباً من الأبطال.ضريحُها أقلقَ شعباً من ورقٍ يقتاتُ على أمنِ الشريطِ الشائك ومجنزرات الميركافا.

أم محمود جبارين أكبر من ضريحها.مثال الأم التي انتظرت.قديسةُ الإنتظار.كم أمُّ محمود تنتظر في فلسطين؟ "شابَ الدمعُ بعيوننا".بصوتٍ متهدِّجٍ خاطبَ البطلُ قديسَتَهُ النائمةُ على رجاءِ فلسطين.قبّلَ محمود الفاتحة.التَحى ثلاثينَ سنةً من الدمع.لم يبكِ خوفاً.أبكاهُ بكاءُ أمِّه.محمود جبارين ليس أقدَم معتقل.أمّهُ أقدَمُ أمٍّ منتَظِرة.الأبطال يزدَرونَ بالإعتقال.الإعتقال جائزة ترضية بشعة تعويضاً عن الشهادة.كانَ بودِّ محمود جبارين أن يكونَ ضريحاً يُزار.كانت أمه لتوزِّع الكثير من الرياحين على ذكراه.لم يعرف الإحتلال بعد أن الأضرحة تقاوم في فلسطين وأنَّ الجثامين تقاتل الى جانب المقاومين في كل مكانٍ من فلسطين.ستكون حربٌ ستنتصرُ فيها أمُّ محمود من ضريحها على غولدا مائير.الأولى ماتت لتعيش في فلسطين.الثانية بلا مسقط رأس!

الى كلِّ أمّهاتِ فلسطينَ اللواتي مُتنَ انتظاراً.دمعكُنَّ في كلِّ رصاصةٍ تُطلَقُ وتنهداتكُّنَّ في كل صاروخ يصفُر.أنتنَّ ستخرجنَ من عتماتِ الأضرِحة وتشاركنَ في زرعِ عَلَمِ فلسطين في كلِّ فلسطين.وأنتَ يا محمود جبارين.لم تُعِركَ المنظماتُ الدوليةُ ولا الإعلامُ في الأممِ المتناسلةِ بحقوق الإنسانِ أهمية.انتَ حرٌّ برسمِ الإستشهاد.انتَ متّهمٌ منذُ ولادتك.تهمَتُك انك فلسطيني وكلّ فلسطيني ممنوع حتى من رغيف الأونروا.لا بأس.انتم تعوّدتُم أن تشبعوا من أضرحة أمهاتكم.منها يأتي خبزُ الحريّة مقمّراً بالقهر.محمود جبارين اليوم شبعَ من دعاءِ أمّهِ وغداً أو بعد غد سترونه صدّقوني في هضبةٍ ما يرمي حجرَهُ بكلِّ ما أوتيَ من " ضريح".غداً محمود جبارين مشروع حريّة أو مشروعُ ضريح.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر