طار خاشقجي وطارت الحكومة

Beirut

16°

Coming
Soon

عبدالله قمح

الثلاثاء 23 تشرين الأول 2018 - 0:00

بعد أن اتتهم فرصة حقيقة لتشكيل الحكومة.. طيّر الساسة الايجابيات

مع سياسة الاحتواء الاميركية لقضية خاشقجي استعادة السعودية توازنها

سياسياً ينعكس ذلك لبنانياً على تضييق مساحة تشكيل الحكومة

ما عكسه مرجع بقوله ان اراحة السعودية يحمل معه مرحلة خشنة

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح‬

‫أهدرَ اللّبنانيين فرصة محقّقة لتشكيل الحُكومة بعد أن لاحت بوادر تصبُ في صالحِ ذلك. الفرصة الّتي طالَ إنتظارها وأتت في ظرفٍ سياسي يخدمُ المسعى في لبنان، طارت مع تلاشي مفاعيل المفاجآت الّتي عصفت سعودياً في قضيةِ مقتل الصّحافي جمال خاشقجي.‬

‫قدّمَ القدر إلى لبنان جائزة مميزة، لكن الرّياح اللبنانية شاءت أن تهب بعكس ما تسيرُ سفن الإقليم وتذهبُ الإستفادة أدراج الرّياح. للمرة الأولى منذُ تكليف الرّئيس سعد الحريري تشكيل الحُكومة، لاحَ في الأفق عامل يتيحُ التزمّت من بعضِ الإلتزامات التي قدّمها البعض للسعودية، مما يسهمُ في النّفاذِ صوب تشكيل حُكومة في الوقتِ الضّائع ومن خارجِ الإلتزامات وكاستغلال لعوامل مُفاجئة غير محسوبة طرأت بشكل غير محسوب، لكن البعض ارتضى أن يُبقي نفسه في حجرةِ الإحتجاز، تاركاً العوامل المُفيدة تسقُط تباعاً.‬

‫الضّغط الذي واكبَ قضية خاشقجي وما تضمنه من حراكٍ سياسي داخلي أتى على قاعدةِ أنه صار للسعودية أولويات تجعلُها تغضُّ الطرف عن لبنان، وطالما أنها في إرتباكٍ سياسي، فهذا يعني فراغاً من الضّغطِ على لُبنان أي هي اللّحظة الأمثل للقيام بإلتفافة من خلفِ الخطوط لتخريج حُكومة تكفل توازنات الجميع، وتحظى بغطاء دولي على رأسهِ فرنسا.‬

‫ينعي مرجع لـ "ليبانون ديبايت" حديث التفاؤل الحكومي، ويقولُ أن "الاحتواء الأميركي لقضية خاشقجي بالتكافل مع السّاسة في تركيا، أراحَ السعودية وأعادها إلى نقطة التوازن. لبنانياً التّرجمة الأولى كانت نفاذ وقت السّماح لتشكيل الحُكومة الذي نتجَ من إستغلالِ القضية، متوقعاً مرحلة مراوحة جديدة تمتدُ أقلّه حتّى نهاية الشّهر الجاري و "اللهُ أعلم".‬

‫وبالتوازي، لم ينفِ المرجع أن أجواء مطابخ التّأليف من بعبدا إلى بيت الوسط توحي بأنّ هذا الأسبوع هو أسبوع الحسم، لكن لا شيء ظاهر والصّمت يطبقُ على المقرات وكأن الطّير جفى على رؤوس أسيادها، مسدياً نصيحة إلى المشتغلين أن يصدقوا هذه المرة، لأن لا مجال بعد لحصول مفاجآت غير متوقعة تنفعُ في التّشكيل، بل أن الظن يذهبُ إلى حصول مفاجآت غير سارّة قد تنفعُ في نسفِ ما تمخضت عنه الإيجابيات عند الوصول إلى خواتيم الشهر الجاري. معنى ذلك أننا أمام إنقضاء تدريجي لمهل المعوّنات الدولية سياسياً.‬

‫وفي أسرارِ فترة الإنفراجات التي دامت لنحو إسبوعين، أن جهات سياسيّة رأت في إنشغال السعودية بقضية خاشقجي تحرراً من إلتزامات مقدّمة إلى الرياض بالنسبة إلى ظروف التشكيل، وفريق آخر وجدَ أن هذه القضية تنفعُ للضغط ثنائي صوب التسريع في التّأليف، لكن بينهما كان هناك فريق ما زال يحسبُ ردّات الفعل العكسية في حالِ اتّخذ قراراً بالمضي قدماً صوبَ تأليف الحُكومة من خارجِ الخطوط الحمر السعودية، ما أفرغَ عن قناعةِ أن هذا الفريق غير مستعد بعد للسير من خارجِ المشورة مع الرياض.‬

‫وعلى ذمّة مصادر عاملة على الخط، أن هذا الفريق لم يستطع الحصول على إشارة سعودية واحدة تنفعهُ في المضي قدماً بخطِ سير الإنفراجات، بالتوازي كان غير قادر على السّير ما دامَ لم يحصل على تلك الإشارة. ووفقاً لنفس المصادر، حصلَ من هم على رأسِ هذا الفريق على إستشارة قوامها التمييع قليلاً حتى تنجلي الأمور، وهذا قد يفيدُ بالإستناد لتراكم الإيجابيات الناجم عن مفاوضات التكليف، وقد تلتزمُ الرياض إعطاء إشارة إستناداً إلى ما تيسرُ من تنازلات قُدِّمت في الوقتِ الضّائع.‬

‫إلى أنّ أصحاب هذا المذهب وجدوا أن نافذة قضية خاشقجي أُغلقت، أو تكاد، ولم يعُد من سبيلٍ إلى الإستفادة منها في مجال التّأليف، وأن المعنيون بها ما وطأوا أرضاً حياديّة تنفعُ لتقريش التنازلات، ما أعادهم إلى التّكهن بضوء ذلك، في قدومٍ إلى مرحلة أكثر تشدداً.‬

‫وفي ضوءِ المُستجدات الحكومية، بلغ "ليبانون ديبايت" أن إقدام فريق ٨ آذار على التشدّد في مسألةِ توزير السّنة المعارضين من خارجِ تيار المستقبل، وإعادته إلى بازار النقاش من جديد، نابع من مسألةِ نبش رئيس حزب القوات سمير جعجع لمواضيع خلافية جديدة تعيدُ العتمة إلى مسارِ التّشكيل، كطلبه مثلاً نيل حقيبة العدل. وفي خلاصةِ البلاغ، تلويح ٨ آذار بموضوع توزير السّنة موجّه ضُد الرّئيس المُكلّف سعد الحريري بعد أن لزم نفسه تحقيق مطلب معراب دون غيرها، تقومُ على قاعدة أن تغنيج حلفاءك يقابلهُ تغنيج حلفاءنا!".‬

‫ومع تسريب خبر حول إحتمال إعتكاف الحريري ورفضه الإستمرار في مسألةِ التّشكيل، فهمَ أن التسريب موجّه إلى معراب أكثر من غيرها، وما دلّ إلى ذلك هو نفيه من قِبَل الوزير ملحم رياشي. وقد أرخى التسريب عن تساؤل، هل سيبقى الحريري بحصّته حولَ أسباب عرقلته أم سيجري الإلتفاف عليها كما إلتف عن بحصة القوات كما درجت العادة أن يفعل؟

انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا