"القوات" على أبواب الضاحية

Beirut

16°

Coming
Soon

عبدالله قمح

السبت 27 تشرين الأول 2018 - 1:00

يتردد ان الرئيس الحريري حمل معه ايجابيات من السعودية

يتوقع ان تفسر هذه الايجابيات بعيد لقائه بالوزير ملحم رياشي

يفترض في هذا اللقاء ان يرد الحريري على ورقة مطالب جعجع الخطية

يفضل متابعون ان يجري الحل مع القوات على قاعدة توكيلها وزارة العمل

ويشيرون الى معراب ان الحقيبة قد تفيد في عملية التقرب والتواصل مع حزب الله

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح ‬

"كُرة بحص" باتت مُتجمعة في جلباب الرّئيس المُكلّف سعد الحريري الذي آثر على الدّوامِ إبتلاع بحصات الأزمات المتدرجة من شخصية إلى حكومية، مما جعلَ بّقها صعباً. جُل ما أفاد به المُكلّف من هذه البحصات ، أن استخدامها كطلقات في الرّشقِ السّياسي. من بينِ هذه الطلقات واحدة من العيارِ الثّقيل، رسمها على شكلِ القوات اللبنانية، التي وكّلته حصتها وأعلن تبنّيه لها.

قُبيل عودة الرّئيس الحريري من الرياض إلى بيروت، هطلت إيجابيات "حذرة" لتروي الحقل الحكومي القاحل. كانت الإيجابيات من قُبيل الإشارات الخارجية، لكونها أتت خلال وجود الحريري في السعودية، ما حملَ مراجع مُتابعة للإعتقاد بإحتمال أن يكون الحريري وجد ضالّته في المملكةِ ونالَ منها علامة ما قد يفيدُ إستثمارها في بيروت، سيّما وأنه عادَ مفعماً بالحياة!

الجو الحريري الدافئ، فسّر تفاؤل رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تتالت مواقفه الإيجابية في السّاعاتِ الـ ٤٨ بزخم. ونقلَ عاملون على خطِ التّأليف، أن معاونه السّياسي وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، نقلَ إليه إيجابيات "مرتفعة القيمة" مما أدّى إلى تبدل طارئ في موقفِه. لكن هؤلاء يحذّرون ان تفاؤل بري وفي حالِ لم يلبِّ رغبات تشكيل الحكومة، قد يتحوّل إلى تلبُد ثم عاصفة هوجاء!

على أن الاجتماع المفصلي الحاسم الذي يؤشّر إلى ما آل الأمور وهل أن الحريري نالَ إشارة سعودية للتشكيل عبر الأخذ بعين الإعتبار مطالب القوات، أم السير قدماً في الحكومة بما تيسّر لمعراب من حصص، بُني على إجتماع عقد بين الوزير المفوّض من قبل الدكتور سمير جعجع، ملحم رياشي والمكلّف الحريري. وعلم "ليبانون ديبايت" أن الإجتماع تخلله عرضٌ للإقتراحات التي قدّمتها معراب وأخرى رفعها الحريري إليها، وقد أفضى اللقاء إلى جو مؤات يتوقع أن ينقلهُ الحريري إلى مربع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي سيلتقيه في السّاعات القادمة.

وصرّح مصدر متابع لـ "ليبانون ديبايت"، أن الإجتماع مع رياشي حمل رداً من قِبَلِ الحريري على المطالبِ الوزارية الخطية للقوات والتي سُلِّمت باليد إلى الرّئيس المُكلّف عبر مدير مكتب جعجع، إيلي براغيد، قبلَ سفر الحريري. من هنا، سيتبلور المؤشر الأول لإمكان تحقق الإيجابيات، إما يجري تأليف الحُكومة ابتداءاً من الأسبوع الطالع ، وإما أن الملف برمته سيطيرُ إلى أجلٍ غير مسمّى!

لكن يبدو أنّ عِقدة القوات ما زالت ماثلة في ذاتِ النّقطة دونَ أن يتطورُ تحرّكها إلى زوايا أخرى، فما عُرِضَ على القواتِ من حقائبِ الشؤون الإجتماعية والثّقافة والعمل، الصّناعة أو الإعلام، لا يبدو أنه أقنع معراب، التي تسعى لتأمين حقيبة على ذاتِ وزن العدل الذي مازالَ الرّئيس عون يرفضُ التّخلي عنها وقد ختمَ هويتها وأبلغ ذلك إلى من يعنيهم أمر التّأليف.

اللّافت أن الرّئيس المُكلّف صعد بالقوات على مطبِ حقيبة التربية التي يُنادي بها دون رجعة الحزب التقدمي الإشتراكي، على سبيلِ تجييرها إلى معراب وتعويض كليمنصو بواحدة أُخرى على وزنِ الصّناعة، علماً أن طرحاً من هذا القبيل سيأخذُ ردود فعل متضاربة بين حليفين مفترضين، الإشتراكي والقوات. وعلم "ليبانون ديبايت" أن مصادر التّقدمي تتوجّس من هذا الطرح وتوقيته، ثم تذكرُ أن "وليد بيك كوى الحقيبة ووضعها في الخزانة!".

علاوةً على ذلك، تفضل مصادر مطلعة على أجواءِ النقاشات أن تؤول وزارة العمل إلى حزب القوات كحقيبة خدماتية ذات قيمة، علماً أن عرضاً حمله رياشي إلى جعجع وتضمنُ الحصول على العمل، لكن مصادر محسوبة على القوات ترفضُ الحل وفق هذه القاعدة، في حينِ تعتقد أوساط مواكبة لعملية التّشكيل أن القوات "قد تندفعُ تدريجياً وسط خلاء الحقائب إلى القبول بالعمل".

ورأت أوساط عدّة إيجابيات قد تستفيدُ منها معراب من وزارةِ العمل الموجود مقرّها الرسمي في منطقةِ المشرّفية في الضّاحية الجنوبية، ما سيتيحُ لمعراب كسر الحواجز مع الضّاحية وأن تنتقلُ عبر وزيرها إلى سلم الإحتكاك بتماس مباشر بينه وبين جمهور حزب الله وربما الحزب نفسه، ما قد ينسحبُ عنه إيجابيات قد تُستَثمرُ على صعيد تطوير العلاقة بين الجانبين.

ومن سبيلِ الإشارة، أن أحد أهم مقار حزب الله السّياسية، يبعدُ عن مبنى الوزارة الرسّمي مسافة ٣٠٠م تقريباً، ما حدا ببعض الدّافعين صوب إقناع القوات بحقيبة العمل، أن يشيرُ إليهم بموقع المقر، مع لفته أن الوزارة تصلح للتواصل على قاعدة إقتراح رياشي لوزارة الاعلام، وكأنه يلفتُ أن رياشي الذي حضرَ مرّة دعوة وجهها حزب الله لتكريم رئيس تحرير صحيفة السفير طلال سلمان، يمكنُ أن يخوضُ غِمار هذا التّواصل في وزارةِ العمل.

انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا