"ليبانون ديبايت"

في الوقت الذي لا تزال آثار القنبلة التي رميت على مبنى قناة الجديد ظاهرة والفاعل يسرح ويمرح تحت حماية سياسية وامنية وقضائيّة، تحرّكت القوى الأمنيّة بكل ثقلها لتعتقل مراسل القناة نعيم برجاوي على خلفية اشكال فردي لا علاقة للأخير به، في انتهاك صارخ للحريّات التي يكفلها ما تبقّى من الدستور.

وفي التفاصيل، تقدّمت شركة الجديد، ومسؤول الأمن لدى القناة طراد مراد، بشكوى الى النيابة العامة الاستئنافية في بيروت، مع اتخاذ صفة الادعاء الشخصي، على المدعو "فريد الغوش".

وبحسب الوقائع الواردة في نصّ الشكوى، والمرفقة بالتفاصيل في الخبر، حضر شخص الى مدخل مبنى قناة الجديد ترافقه سيّدة، وعرّف عن نفسه باسم فريد الغوش، وطلب من موظّف الحرس اعطاء اسمه، الا أنّ الأخير سأله عن سبب وجوده، لكنّه لم يجب بل أعاد التعريف عن اسمه فقط من دون صفته طالباً مرّة جديدة من الموظف أن يعطيه اسمه.

عندها، همّ بالاقتراب من مسؤول الأمن لدى "الجديد" طراد مراد، ودفعه بكتفه، مما أجبر الأخير على ابعاده عنه ودفعه الى الخارج.

وظلّ المدعى عليه واقفاً أمام مبنى الجديد، مهدّداً متوعداً، واستقدم الأجهزة الأمنية كافةً مثيراً البلبلة، وتجمهر العديد من الشبان. بعدها حضرت وكيلة الجديد، وطالبت الأجهزة الأمنيّة بوجوب السيطرة على الوضع.

وعند حوالي الثامنة، وبينما كان المراسل نعيم برجاوي خارجاً من عمله في الشركة، عمدت عناصر من مفرزة استقصاء بيروت، الى زجّه في سيّارة مدنيّة، وسوقه الى مخفر الرملة البيضاء حيث تمّ تسليمه للتحقيق معه.

وسلّمت نسخة عن الوقائع التي حصلت أمام كاميرا المراقبة، الى رتيب التحقيق الذي حضر الى مبنى الجديد.

وكانت بعض وسائل الإعلام، تطرّقت الى هذه الحادثة، من باب أنّ حارس الأمن قام بالاعتداء على مباشر قضائي، رافضاً استلام القرار القضائي الصادر عن محكمة جنح الاحداث في بعبدا في قضية القاصر هادي حبيب شحرور. مشيرةً الى أنّ "المباشر ادّعى على موظفي القناة"، وأنّ "المدعي العام أصدر قرارا بتوقيف المعتدين".

وبينما كانت التحقيقات لا تزال جارية، تمّ تسريب الفيديو الى بعض وسائل الاعلام ما يعد خرقاً فاضحاً لسرية التحقيق يعاقب عليه القانون ويحوّل القضية برمّتها من اشكال فردي بسيط الى محاولة للنيل من وسيلة إعلامية كان نصيبها قنبلة متفجّرة قبل أيام، واليوم إطلاق نار إعلامي، وسط انشغال وزير الاعلام بنيل ثقة نيابيّة بعدما اهتزّت ثقة اهل الاعلام به.