Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
عن "الانقلاب الابيض" في القصر الجمهوري!
كارلا الزين
|
السبت
13
نيسان
2019
-
9:17
"ليبانون ديبايت" - كارلا الزين
كل ما يفعله ميشال عون، منذ لحظة جلوسه على كرسيّ الرئاسة الأولى، يكشف محاولة رئيس الجمهورية لجعل "الأمرة" بيد القصر الجمهوري. ثمة في بعبدا من يَبصم على نجاح "الجنرال" في تنفيذ "الانقلاب" الأبيض بإستعادة صلاحيات "خطفها" إما ضعف أداء رؤساء الجمهورية السابقين أو الإذعان لـ "فوبيا" الطائف الذي نقل مركز القرار الى مجلس الوزراء مجتمعاً.
تقول مصادر لصيقة برئيس الجمهورية "التسوية الكبرى التي أتت بميشال عون رئيساً للجمهورية أنهت مرحلة حكومة "ربط النزاع" التي استندت على تعايش قسري بين المكوّنات السياسية، ودشّنت مرحلة من الاستقرار العام في ظل حكومة بأولويات واضحة: مسألة النزوح السوري التي ارتقت الى مصاف القضايا الوجودية والمصيرية، الوضع الاقتصادي وإرتباطه بالوضع المالي، ومشروع مكافحة الفساد"، لافتة الى "أن رئيس الجمهورية في أولى جلسات الحكومة حَسَم وجهة البوصلة بالقول: أنا أحدّد أولويات المصلحة الوطنية".
وبتأكيد المصادر، "تحوّل القصر الجمهوري الى "مركز للقرار" ليست مسألة ظرفية أو طارئة، فقد لعب الدور نفسه عند احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية. وعندها تحوّل "القصر" الى مركز القرار الاستراتيجي بعد أن شلّت الحكومة". وتصرّ المصادر عينها على التأكيد بأن "كل ذلك يحصل تطبيقاً لروح الطائف ونصوصه عبر تصحيح المسار الذي أدى الى إنتفاء التشاركية في السلطة، ومن دون أي "تمنين" لشخص رئيس الحكومة وقراره وكرامته وقدرته على الحكم والاستمرار".
كلام رئاسي لا يعجب بالتأكيد "الشركاء" في السلطة. ولكل مقاربته المختلفة. رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالأساس، لم يكن في عداد الموافقين على وصول عون الى رئاسة الجمهورية ولم يمنحه أصوات كتلته. مع ذلك، وبعد إنتهاء مسرحية "حَرقصة" عون بلعبة المغلفات، وضع بري خطاً فاصلاً مع مرحلة الصدام مع "الجنرال" داعياً الى فتح صفحة جديدة عنوانها التعاون و"أنا جاهز للمؤازرة والمساعدة".في حصيلة السنتين شهدت العلاقة مداً وجزراً، وطَبش الميزان صوب الصِدام بفعل أداء الوزير جبران باسيل، لكن بري على موقفه: لن تكون هناك مواجهة مع عون... حتى إشعار آخر.
لجهة الرئيس سعد الحريري ليس أمام الرجل خيارات كثيرة، لا بل خيار أوحد. يصدف أن ابن رفيق الحريري، في رئاسته لحكومته الثالثة، يشهد على مرحلة من فائض القوة لدى المسيحيين بفعل وصول عون الى رئاسة الجمهورية، وكل ما تلا ذلك من تركيبات في الامن والقضاء والادارات والنيابة والحكومة، أخذت من درب "خصوم" الأمس من دون استثناء، و"تيار المستقبل" على رأسهم، تحت سقف التسوية الرئاسية. في بيت الوسط اليوم كلام كبير عن "الرئيس" وجبران اللذين لا يكتفيا بإستعادة ما يعتبران أنه انتزع من المسيحيين بل يضعان فيتو في مواقع تخصّ الطائفة السنية". يحدث ذلك، في التعيينات في الادارة والامن والقضاء وفي كل ما يتعلق بالملفات العالقة! الشكوى مكبوتة داخل جدران بيت الوسط. أبعد من ذلك، الحريري يمعن في المزيد من التنازلات...وبإعترافه: "أنا لست بوارد فتح مشكل مع أحد"!
مع "حزب الله" معادلة واحدة لا تزال سارية المفعول: إلتزام مع عهد ميشال عون حتى نهايته... ما بعد ذلك لكل حادث حديث. وحتى يحين آوان الاستحقاق الرئاسي الكبير المؤازرة كاملة خصوصاً في ملفات مكافحة الفساد، فيما المعارضة واجبة حيث تدعو الحاجة. يقول مصدر قريب جداً من "حزب الله" "الصوت العالي مثلاً هو الذي أوقف خيار البواخر. أما آخر الاختبارات فلمسناها من خلال خفض قيمة الاستملاكات لمعمل سلعاتا من 200 مليون دولار الى 30 مليون".
حين "أفتى" ميشال عون بأن حكومة الحريري الثالثة هي حكومة العهد الأولى"، وليست تلك التي تلت عملية انتخابه، كان يعني ما يقول. يؤكّد القريبون منه "ليس تفصيلاً أن الجلسات التي تشهد على قرارات مصيرية في مسار الدولة تنعقد في قصر بعبدا. ولن يكون تفصيلاً إنعقاد أول مؤتمر قضائي من نوعه في بعبدا والذي سيلي تشكيلات قضائية ستبرز "الوجه الاخر" الاصلاحي للعهد. والأهمّ، أن رئيس الجمهورية رغم كل من يشتهي "تقاعده" قبل أوانه من مهام الرئاسة الأولى، لا يزال يشرف على تفاصيل تفاصيل الملفات المفتوحة، تحديداً تلك المتعلقة بالوضع المالي أو ملفات الفساد...".
أما في شأن ما يُحكى عن "صراع أجنحة" داخل القصر يضعِف من قدرة عون على إدارته لموقع الرئاسة الاولى، يردّ القريبون من الرئيس "من يعرف ميشال عون جيداً يعلم أنه، بعد أن يستمع للجميع، يأخذ قراره بعيداً عن أي تأثيرات. ولمعلومات من يهمّه الأمر، غالباً ما يكون جبران، المعني الأول بهذا الاتهام، مهادناً في طروحاته، لكن عون يصرّ على قرار ما... وتكون نتيجته "بأن جبران هو من يفوت بالحيط"!!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا